لم يعد هناك أدني شك في أن الأزمة السورية أصبحت أشبه بفريسة محاصرة تتصارع عليها مجموعة من الذئاب الجائعة في الساحة الدولية.. و هذه الذئاب صنفان أحدهما تحت قيادة الذئب الأمريكي وبمشاركة العديد من الذئاب الأوروبية مثل بريطانيا وفرنسا والآخر تحت قيادة الذئب الروسي وبمشاركة العديد من الذئاب الآسيوية مثل الصين وإيران. ورغم أن الذئب الأمريكي يجاهر علانية بأنه سوف يمضي في طريقه نحو ابتلاع الفريسة بخطوات محسوبة ومتدرجة إلا أنه يشعر بحاجته إلي حد أدني من صمت الذئاب الأخري ولذلك فإنه يلوح للجميع بمرحلة ما بعد سقوط الفريسة وبدء مرحلة إعمار ما ستخربه الحرب الأهلية وهي مرحلة يسيل لها لعاب الجميع لأنها ستتكلف مليارات الدولارات. والحقيقة أن كل الشواهد والتحركات العسكرية والسياسية الأمريكية في المنطقة تشير إلي أن واشنطن لم تستبعد تماما خيار الضربة العسكرية ضد سوريا وإنما ترجئ قرارها الحاسم إلي ما بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية وعلي أمل الحصول علي غطاء دولي إذا كان ذلك ممكنا ومن ثم فإن الدبلوماسية الأمريكية تبذل قصاري جهدها للحيلولة دون نجاح المساعي الرامية لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية. ومعني ذلك أن الظرف دقيق ويحتاج لأقصي درجات الحساب السياسي الصحيح خصوصا من جانب أنظمة العقل والحكمة في العالم العربي- وعلي رأسها مصر- التي تجاهر برفض الحل العسكري لأن ذلك هو السبيل الوحيد لتضييق الخناق علي الذئب الأمريكي وحلفائه وحتي يمكن- أيضا- حرمان الذئاب الأخري من أن يسيل لعابها تحت مغريات الوعود الجاهزة بمنحها جزءا من الفريسة بعد اقتناصها! وليتنا نتعلم شيئا من دروس الأزمة العراقية التي مازالت أمتنا العربية تعاني من تداعياتها حتي اليوم.. وأن نناشد الذئاب والثعالب أن يرفعوا أيديهم عن بلاد الشام فورا وقبل فوات الأوان!
خير الكلام: ما تقذف به في النار سوف تجده في الرماد! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله