استدعاء الدور الروسي(1) لا شك في أن منطقة الشرق الأوسط بشكل عام والدول العربية بشكل خاص هي أكثر مناطق العالم تأثرا بانهيار الاتحاد السوفيتي, حيث ازداد انفراد الولاياتالمتحدةالأمريكية بمعظم أوراق لعبة السياسة الدولية. وقد جاءت الأحداث الأخيرة في سوريا وليبيا لتطرح سؤالا في أوساط النخب العربية المتشككة دوما في النيات الأمريكية والأوروبية تجاه المنطقة.. وجوهر هذا السؤال كما سمعته علي لسان أحد المتحدثين العرب علي شاشة الفضائية الروسية الناطقة باللغة العربية روسيا اليوم هو: هل يمكن لروسيا أن تستعيد من جديد مكانة ودور الاتحاد السوفيتي السابق في الساحة الدولية؟. والحقيقة أن طرح هذا السؤال بألسنة عربية يعكس إدراكا متأخرا لدي كثيرين ممن كانوا يعتبرون اهتمام السوفيت بالشرق الأوسط كارثة علي القضايا العربية لأن ذلك- علي حد زعمهم- كان يمثل استفزازا للقوة العظمي الأخري وهي الولاياتالمتحدةالأمريكية مما يدفع بها إلي مزيد من الدعم والتأييد لإسرائيل من ناحية ومزيد من الضغط والترهيب تجاه العرب من ناحية أخري. وفيما يبدو فقد أدرك الجميع أن الحرب الباردة في الخمسينيات والستينيات وكذلك خلال مرحلة الوفاق التي أبرمها الزعيم السوفيتي ليونيد برجنيف مع الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون عام1972 كانت أرحم بكثير من جنة العولمة الحالية. وصحيح أن الكل كان يشعر بأن قدرات وإمكانات الاتحاد السوفيتي أقل من قدرات وإمكانات أمريكا في دعم ومساندة الأصدقاء والحلفاء- في فترة الحرب الباردة وسنوات الوفاق- ولكن كانت هناك خطوط حمراء لا يمكن لأي طرف تجاوزها علي عكس ما نري ونشهد من فجاجة التدخل الأمريكي في شئون الآخرين الآن.. وأيضا فقد كانت قوي التحرر الوطني تجد حدا أدني من الدعم والتأييد السياسي والعسكري والمعنوي من جانب الاتحاد السوفيتي! ولعل ذلك هو سر تجدد التساؤل العربي المصحوب بتجدد الأمل في مناطق عديدة من العالم حول إمكان أن تستعيد روسيا مرة أخري مكان ومكانة الاتحاد السوفيتي السابق في مسرح السياسة الدولية! وغدا نواصل الحديث خير الكلام: من الحكمة أن تجعل ميدان مصالحك نسيجا علي قدر استطاعتك! [email protected]