كان المأمول لهذا البلد بعد الثورة أن يسعي جاهدا لاستعادة الدور والمكانة سريعا في المحيط العربي والاقليمي خلال أشهر قليلة ويتخلي عن سياسات التبعية والتراجع والتقزيم الذي ارتضاها لنفسه سنوات طويلة في العهد السابق. ولكن من أسف جاءت الثورة وهذا الوطن لم يتحرك قيد أنملة إلي الأمام, صورته مازالت باهتة, دوره متراجع منكفيء علي الذات, منغلق علي الداخل, دبلوماسيته ضعيفة, مما يجعل البعض علي يقين من أن شيئا لم يتغير, بل كأننا استمرار لنفس نهج التخاذل والانبطاح وسياسات العهد البائد.وكأن هذا البلد موضوع علي منظار تصويب مؤامرة دولية لتقزيم دوره بفعل ابنائها وبعض قوي عربية وإقليمية, فتصور مصر الحضارة والنفوذ والقوة الناعمة وتوازن الرعب يصار بها الحال لأن تكون مثل غزة وحركة حماس في عهدة قطر مصر مازال يجور عليها الزمن بفعل غياب الخيال السياسي لتدور في الفلك القطري, فتسعي لتسول الريالات ومليارات الوديعة من الخليج واستيراد الغاز والبوتاجاز من الجزائر.دولة بحجم مصر بعد الثورة لم يزرها رئيس عربي أو زعيم دولة اقليمية كبري أو أوروبية مؤثرة من أصحاب الوزن الثقيل باستثناء أمير قطر بحثا عن النفوذ. هل هناك مذلة للمصريين وبلدهم أكثر من ذلك, كل دول العالم مهتمة ومكترثة الآن بالحديث والتنسيق والتشاور مع ثلاثي المنطقة إيران تركيا اسرائيل وأنت في مصر تحصد الحصرم ولا يأتي اليك أو يسعي لخطب ودك أحد, إيران ترسل سفنا لحمايتك وحماية دول البحر الأحمر من اسرائيل العدو الأول للمصريين والعرب سرطان المنطقة الذي يجب اقتلاعه. لا توجد قضية اشتباك في المنطقة حاليا هناك لمصر دور فيها كل دول المنطقة غيرت قواعد الاشتباك واللعبة السياسية حتي قطر وتونس وفي المقابل الرئيس والدبلوماسية المصرية لم يستغلا تاريخ ومكانة هذا البلد ووجود الجامعة العربية بأراضيه. لم يسعيا إلي فرض الارادة المصرية خارج الحدود, لم يحققا قفزة خارج حدود المتوسط أو في البحر الأحمر تلك الممارسات حولت مصر إلي دولة مأزومة واقتربت بالفعل من سجل الدول الساقطة. المزيد من أعمدة أشرف العشري