ميكروباص العمرة وميكروباص العتبة

ولأنه لابد أن أكون خارج حدود مكة لارتداء ملابس الإحرام وإعلان نية العمرة‏,‏ كنت واقفا أمام الحرم المكي أبحث عن وسيلة مواصلات تقلني إلي مسجد التنعيم الذي يقع خارج حدود مكة المكرمة عندما سمعت مناديا ينادي‏:‏ عمرة‏.. عمرة فتذكرت ميكروباص العتبة في القاهرة‏,‏ وإذا برغبة شديدة تتملكني لإجراء مقارنة بينه وبين ميكروباص العمرة هنا في مكة‏.‏
‏*‏ زبائن ميكروباص العمرة بمجرد أن يصعدوا إليه يسبحون ويبتهلون إلبيك اللهم لبيك لاشريك لك لبيك‏,‏ بينما زبائن ميكروباص العتبة بمجرد أن يصعدوا إليه يناشدون السائق أن يمشي علي مهله وأنهم مش مستعجلين ووراهم عيال والعمر مش بعزقة يا أسطي‏.‏
‏*‏ ميكروباص العمرة بمجرد أن ينطلق علي الطريق السريع لاتسمع فيه إلا ابتهالات وآيات وذكر وتلاوة للقرآن‏..‏ ميكروباص العتبة بمجرد أن ينطلق علي الطريق السريع لاتسمع فيه إلا خناقات ومشاجرات وعايزين فكة يا أسطي وسب ولعن للأيام السودة والعيشة واللي عايشنها‏.‏
‏*‏ ميكروباص العمرة الزبائن فيه متعددو الجنسيات واللغات وتجمعهم لغة القرآن والعبادة ولا هدف لهم إلا الاستغفار ومرضاة الله والتوبة‏..‏ ميكروباص العتبة الزبائن فيه متعددو اللهجات والمشاكل والهموم ويجمعهم بطش الحكومة وسوء الأحوال ولا هدف لهم إلا سلامة الوصول وعدم الوقوف في كمين وألا يفاجأهم السائق وقبل محطة الوصول بمحطة أو محطتين بأن هذا هو الآخر يا أفندية‏.‏
‏*‏ ميكروباص العمرة لايتحرك من مكانه إذا ركب زبون زيادة‏..‏ ميكروباص العتبة لايتتعتع من مكانه إلا إذا ركب زبون زيادة‏.‏
‏*‏ سائق ميكروباص العمرة لايوجد معه صبي تباع يضايقك بالجلوس أمامك أو الوقوف علي رأسك ويظل ينظر إليك طوال الطريق وكأنك عامل عملة أو مادفعتش الأجرة‏..‏ سائق الميكروباص لاتحلو له القيادة إلا كان معه صبي تباع يلم الأجرة ويضايق في الزبائن ويحكي له كيف ومتي نجحت آخر عملية في استرداد الرخص بعد سداد المعلوم‏.‏
‏*‏ سائق ميكروباص العمرة لايطلب منك سداد الأجرة إلا بعد أن تصل بالسلامة إلي الحرم أو إلي مسجد التنعيم‏..‏ سائق ميكروباص العتبة بمجرد أن ينطلق ينظر للخلف شذرا وبصوت يملؤه التحذير والتهديد والوعيد يقول‏:‏ العربية عليها أقساط‏..‏ الأجرة يابهوات‏.‏
‏*‏ ويبقي وجه الشبه الوحيد الا وهو أن كلا الميكروباصين سواء في العمرة أو العتبة لايتحركان ولايبرحان ساحة الانتظار إلا إذا كان العدد كاملا وحمد الله علي سلامتكم وعقبالكم‏.‏