أصابع الاتهام في الحريق المروع الذي التهم303 محال تجارية بسوق ليبيا التجاري الشهير بمطروح, تشير الي العشوائية في تخطيط وتنظيم سوق ليبيا, التي افترشت كل مساحة فارغة بها باكيات لعرض البضائع جعلته أكثر قربا لشارع زنقة الستات بالاسكندرية, حيث تضم السوق التي تقع علي مساحة6 آلاف متر وتطل علي شارع الجلاء8 ممرات يبلغ عرض كل ممر مترين فقط, تحتل منها فاترينات العرض نصف هذه المساحة تقريبا, ليصبح عرض الشارع من5,1 متر الي متر واحد فقط! مما جعل السوق تفتقد جميع شروط الأمان في حالة حدوث حريق يشب فيه فجأة! والغريب والعجيب أن تجار سوق ليبيا الشهيرة يعترفون بعشوائية هذه السوق, وافتقارها الي الشروط التي يجب أن تتوافر عادة في الأسواق من ناحية مساحة عرض الشوارع به, والتي تسمح بدخول سيارات الاطفاء والاسعاف في حالة الطوارئ, بالاضافة الي عدم وجود الخدمات الضرورية مثل حنفية اطفاء تتغذي من مصدر مائي دائم لاستخدامها في الطوارئ, كما تفتقد لوجود وحدة اطفاء حديثة. ويؤكد كثير من التجار لالأهرام أنه بالرغم من وجود اسطوانات اطفاء بكل محل تجاري بالسوق, إلا أنه في حالة حدوث حريق فلن تفلح هذه الاسطوانات في اخماده نظرا لوجود مواد قابلة للاشتعال في كل مكان بالسوق, من اخشاب أو كراتين أو بضائع أو عبوات روائح قابلة للانفجار.. ويضيف الكثيرون من هؤلاء التجار ان ربنا كان ساترها علي السوق من الكوارث طوال18 عاما هي عمر هذه السوق ولكنه القدر!. ويؤكد السيد أحمد حلمي الهياتمي محافظ مطروح الجديد, الذي تولي مهام منصبه منذ أسبوع تقريبا, أنه نظرا لرغبة جميع تجار سوق ليبيا علي بقاء السوق في موقعها الحالي وبنفس تخطيطها القديم, فإنه تم الاستجابة لرغبة هؤلاء التجار الذين فقدوا كل ما يملكون داخل هذه المحال التي احترقت تماما وعددها303 محال تجارية من337 محلا يضمها هذا السوق.. ولذا فإنه يتم تنفيذ خطة عاجلة لإعادة إعمار هذه السوق من جديد حيث يجري حاليا إزالة جميع المخلفات الناتجة عن الحريق عن طريق لوادر صغيرة تابعة لمجلس مدينة مرسي مطروح, قادرة علي الدخول في الشوارع الضيقة بالسوق, كما تقرر بالاتفاق مع رئيس مجلس ادارة شركة كهرباء البحيرة, التي تغذي المدينة بالكهرباء, علي مد خطوط كهرباء الي السوق جديدة بدلا من التي أتلفها الحريق وتركيب عدادات انارة جديدة بالمحال بالمجان, بالاضافة الي القيام بأعمال ترميم المحلات التي تعرضت للحريق وتركيب مظلات معدنية أعلي السوق بشكل حضاري, وسيتم توصيل تقنيات جديدة بالسوق مثل مواسير مياه للحريق وحنفيات خاصة بالاطفاء مع توفير جميع الخدمات به. ويؤكد محافظ مطروح لالأهرام, أنه سوف يتم قريبا دراسة إنشاء سوق جديدة للملابس والهدايا يتم تخطيطها بشكل تتوافر به جميع وسائل الأمان وبأسلوب معماري حضاري يليق بسمعة مدينة مرسي مطروح السياحية, علي أن تكون بموقع بالمدينة قريب من الشوارع الرئيسية بها لتسهيل الوصول إليها, مما يساعد علي نجاحه وسوف يتم عرض مقترحات لتأجيره لشباب المدينة لتوفير فرص عمل جديدة لهم في مجال التجارة.