بقايا ملابس جديدة محترقة, وأدوات تجميل وعبوات شامبو وشنط وأحذية مبعثرة تتصاعد منها الأدخنة, وركام وحوائط يكسوها السواد, هذا ما خلفه الحريق الضخم الذي اندلع في سوق ليبيا التجاري الشهير بمطروح والذي التهم303 محلات تجارية قدرت خسائرها المبدئية بنحو30 مليون جنيه إلي جانب هذه المحلات يقف أصحابها الذين لا يصدقون أن بين لحظة وانتباهها قد تغير كل شيء وضاع عناء السنين في ساعات محدودة, وقد تمكنت قوات الإطفاء التي هرعت إلي موقع الحادث بعدد12 سيارة إطفاء مدنية بالإضافة إلي3 سيارات تابعة للجيش من اخماد النيران بعد5 ساعات تقريبا نظرا للتخطيط العشوائي لسوق ليبيا الذي لم يسمح لسيارات الإطفاء من الدخول إلي منطقة وسط السوق نظرا لضيق ممرات حارات السوق التي يبلغ عرض كل منها مترين فقط مما ساعد علي انتشار اللهب وامتداده إلي جميع حارات السوق البالغ عددها8 حارات تضم كل منها45 محلا تجاريا, وقد حاول رجال الإطفاء الدخول إلي أقرب موقع داخل السوق لنشر خراطيم المياه لإطفاء منطقة وسط السوق التي تندلع منها النيران وقد تسبب ذلك في إصابة3 جنود إطفاء باختناق من الأدخنة المتصاعدة من الحريق وتم نقلهم إلي مستشفي للعلاج. انتقل اللواء أمين عز الدين مدير أمن مطروح الذي أشرف علي عمليات الإطفاء داخل السوق يرافقه قيادات مديرية أمن مطروح, وقامت شركة مياه الشرب بمطروح بإرسال عدد8 سيارات لنقل المياه إلي موقع الحريق لملء سيارات الإطفاء بالمياه لسرعة تنفيذ عمليات الإطفاء بالسوق. في سياق متصل قام محافظ مطروح أحمد الهياتمي بقطع اجازته التي قام بها أول أمس إلي القاهرة واستقل طائرة إلي مدينة مطروح لمتابعة الحريق علي الطبيعة والإشراف علي عمليات الإطفاء, وقد التقي المحافظ بالمسئولين عن الإطفاء وأصحاب المحلات بسوق ليبيا وتفقد السوق بعد الحريق واجتمع بممثلين عن أصحاب المحلات بديوان عام المحافظة لبحث كيفية تدارك آثار الحريق وتداعياته. وأكد الدكتور محمود زهران وكيل وزارة الصحة بمطروح أن عدد المصابين من الحريق بلغ10 مصابين منهم3 جنود إطفاء وكلها إصابات باختناق نتيجة استنشاق الأدخنة الصاعدة من الحريق وتم إسعافهم جميعا. وقال فتحي حميدة خير الله صاحب سوق ليبيا التجاري إن معظم المحلات بسوق ليبيا ايجار حيث تم تأجير المحلات للتجار منذ أكثر من15 عاما وأنه يجهل تماما أسباب اندلاع الحريق في هذا الوقت المبكر من صباح أول أمس خاصة أن جميع المحلات بالسوق مغلقة. وفي ذات السياق أكد معظم تجار سوق ليبيا بعد الحريق ل الأهرام المسائي أن السوق في هذا الوقت من كل عام يمتلئ بالبضاعة الشتوية حيث يجلب التجار الملابس الشتوية من الإمارات والصين وليبيا وتركيا والقاهرة ولم يتم بيعها بعد نظرا لأن عيد الأضحي تهتم الأسرة فيه بالصرف لشراء خروف العيد ولا يهتمون بشراء الملابس إلا القليل منهم, وقدروا الخسائر الناجمة عن الحريق بنحو30 مليون جنيه نظرا لوجود بضائع يتراوح ثمنها من50 ألفا إلي250 ألفا بكل محل من تلك المحلات. ومن ناحية أخري تقوم نيابة مطروح بمعاينة موقع الحريق بسوق ليبيا التجاري, ومن المنتظر أن تقرر انتداب خبراء المعمل الجنائي لمعرفة كيفية اشتعال الحريق. رابط دائم :