كتب حازم أبو دومة محمد محمد الدسوقي: عدد من السياسيين والخبراء يرجعون ظاهرة انتشار الجماعات الإرهابية في مصر الي الفراغ الأمني علي الحدود وازدياد عمليات تهريب السلاح الي البلاد, وطالبوا بتكثيف التواجد الأمني وتضافر جهود الأجهزة والمعنية لوقف هذه الظاهرة الخطيرة. يقول اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمني والاستراتيجي إن اسباب انتشار الجماعات الإرهابية يرجع الي أنه بعد قيام الثورة تم السماح لجميع المصريين بالخارج بالعودة الي ارض الوطن بمن فيهم كانوا موضوعين علي قوائم الترقب والوصول في الموانيء والمطارات أو متهمين في قضايا عرفت في ذلك الوقت بالتخريب والإرهاب, وبعد رجوع آلاف العائدين من افغانستان وباكستان المقيمين علي الحدود المشتركة بين البلدين, نقلوا الاقامة في سيناء لتشابه الحياة في مناطقها الجبلية والتي اعتادوا عليها, حيث نقل فيها سيطرة الأمن بالاضافة الي سهولة الحصول علي الامدادات العسكرية في أعمال تهريب السلاح والذخيرة والعبور عبر الأنفاق الي قطاع غزة للتعاون مع السلفية الجهادية داخل القطاع للتدريب أو نقل الخبرات مما أدي الي عمليات تفجير خط الغاز16 مرة والاعتداءات علي أقسام الشرطة والدوريات بشكل دائم واستهداف المباني الحكومية. وقال سيف اليزل أنهم بدأوا الانتقال من شمال وجنوب سيناء الي المحافظات الأخري ومنها العاصمة كما حدث في عملية مدينة نصر وذلك ينبه بضرورة اتخاذ كل الاجراءات لمنع تكرار أحداث مدينة نصر في القاهرة والمحافظات الأخري حيث أنه من المتوقع تكرار هذه الأحداث والمطلوب وقفة حاسمة مع هذه العناصر بشكل فوري قبل بدء تنفيذ بعض مخططاتهم التي ستؤدي الي دفع فاتورة باهظة قد تصل الي ازهاق أرواح ابرياء. ويقول عبدالغفار شكر وكيل مؤسس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي ان نقطة البداية اتفاقية كامب ديفيد والتي قيدت وجود الجيش المصري في سيناء وفتحت الباب أمام وجود فراغ أمني استغلته الجماعات المتطرفة للتمركز في سيناء وساعد علي هذا التمركز وجود علاقات مع منظمات متطرفة فلسطينية في قطاع غزة باستخدام الاتفاق. من جهته يرجع كمال خليل مؤسس حزب العمال والفلاحين انتشار الجماعات الإرهابية في الفترة الأخيرة لزيادة أعمال تهريب السلاح من ليبيا الي مصر وما أسماه بالضربة الموجهة لجهاز الشرطة عقب الثورة. وقال: مناخ الثورة لن يمكن تلك الجماعات من تحقيق أهدافها في ظل رفض الشعب المصري لمحاولات فرض الرأي بقوة السلاح. وأضاف خليل أن تدعيم الديمقراطية السبيل الوحيد للتخلص من الأفكار المتشددة ويقول حسين عبدالدايم نائب رئيس حزب التجمع إن مصر واجهت موجة إرهابية في الثمانيات والتسعينات واعتمد النظام القائم علي المواجهة الأمنية ولم يهتم باستئصال الجذور الفكرية والثقافية والتي أدت الي تفاقم هذه الظاهرة. ويضيف إن استمرار الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وعدم التصدي للظاهرة جعل تكرارها واردا باستمرار.