هذه الغيمة التي تتهادي علي قارعة السماء يبدو أنها مرت أمامي من قبل كانت تغني أغنية أحبها هل أنا مخمور؟! تسقط الأنغام من جوانحها كالندي كتراتيل المساء.. كالرزق المعلق في رقبة الرب مضت الجبال تدندن مع الغيمة تبعتها البيوت والأشجار والخيول في الحظائر الفناجين والأطباق والملاعق في مطبخي الضيق عادت إلي الحياة زهوري التي تسكن الأصص في البلكونة كنت قد أهملتها غير متعمد انتعش الاخضرار في شجيرات الياسمين والفل والقرنفل والصبار شرعت في الرقص والغناء تمهل الزمن قليلا وأنصت تلاطمت مياه النهر وتلوت وارتطمت بالضفاف الأنغام تغسل روحي وتوقظني من غفلتي وترميني في غفلة جديدة الحلم يناسبني, فالواقع ماهر في نسج التعاسة كانت الغيمة تغني وتدور من حولي ولا تغيب الحلوة دي قامت تعجن في البدرية والديك بيدن كوكوكو تكشف لي أن الغيمة تحمل ملامحه ذلك العود السامق كنخلة يمتد سعفها بطول النهار والقلب النازف عطرا وحبا يتصاعد في عيونه موج البحر وأحلام الوطن الحر والمدينة الزاهرة ذلك الصدر المفتوح علي بحار الثورة والصدق تراوده المستحيلات عن نفسه وهي تخبئ وهج الموسيقي بين أعطافها العاشقة تدريجيا هبطت الغيمة إلي الأرض كسفينة فضاء ثم تحللت وتلاشت وبقيت الأنغام ترددها السماوات وأرواح البسطاء هيا يا أيتها الحلوة في البدرية انهضي حتي يشرق بيننا الوعد الجميل.