اقتصادي: ثورة 30 يونيو أنقذت الوطن.. والرئيس السيسي سبق العاصفة    غدًا بجامعة أسيوط.. ندوة حول التمكين الاقتصادي والاجتماعي بمشاركة نيفين القباج    وزيرا العمل والأوقاف يتفقدان مسجدًا عمره 85 سنة برأس غارب وتوجيهات بتطويره    السيسي يوافق على قرض بقيمة 35 مليون يورو لإنشاء خط سكة حديد الروبيكي    ضمن استراتيجية إحلال «التوك توك».. «الإنتاج الحربي»: تجميع 911 سيارة «كيوت» خلال 2024    قبل الموافقة عليه بيومين.. مشروع قانون جديد "للإيجارات القديمة" يتيح شقة بديلة    وزير البترول يتفقد تجهيزات ميناء سونكر لاستقبال سفينة التغييز «Energos Power»    ترامب: اتفاق قريب لإنهاء حرب غزة واحتفال مرتقب في البيت الأبيض    بنفيكا يخطط لإنقاذ جواو فيليكس من دكة تشيلسي    موعد مباراة بنفيكا ضد تشيلسي في دور الستة عشر من كأس العالم للأندية    محمد الشناوي يودع شيفو: كلنا بنتشرف بيك يا حبيبى ونتعلم منك الأخلاق    "صبحي" و"حبشي" يتفقدان نادي بورسعيد الرياضي    الاعترافات الأولى لسائق التريلا المتسبب في حادث الطريق الإقليمي    خلال احتفالية بذكرى 30 يونيو.. «الثقافة» تطلق مشروع توثيق تراث فرقة رضا    تحت عنوان «عودة الغايب».. فضل شاكر يحيي حفلا غنائيا لأول مرة في قطر يوليو المقبل    إسماعيل كمال يتفقد مستشفى أسوان التخصصي العام بالصداقة الجديدة    فوائد مشروب الكركم وأفضل طرق لعمله والاستفادة منه    بحضور محافظ القاهرة.. «الطرق الصوفية» تنتخب المجلس الأعلى لدورة 2025- 2028 (صور)    موعد مباراة بالميراس ضد بوتافوجو في كأس العالم للأندية والقنوات الناقلة    أيامه أصبحت معدودة.. تفاصيل العروض الخارجية لضم وسام أبو علي من الأهلي    «عايزين يفجروا أزمة ويضربوا استقرار الأهلي».. إبراهيم المنيسي يفتح النار على عضو مجلس الزمالك    التقديم للصف الأول الثانوي 2025.. رابط التسجيل والأوراق المطلوبة    رئيس المنطقة الأزهرية يتفقد لجان امتحانات الثانوية الأزهرية ويطمئن على دعم الطلاب    غلق وتشميع 35 محلا وكافيه غير مرخص فى أسوان    طقس شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا اليوم السبت 28 يونيو 2025 بكفر الشيخ    «الهلال الأحمر»: دراسة حالات أسر ضحايا حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية لتقديم الدعم اللازم    وكيل السلام الأممى يرفض انتهاك إسرائيل بالتواجد فى المنطقة العازلة مع سوريا    الجيش الروسي يحرر بلدة تشيرفونا زيركا في دونيتسك    فى ذكرى ميلاده.. أبرز مؤلفات عباس العقاد    انطلاق التحضيرات لمهرجان أكاديمية الفنون للعرائس وتعيين إدارة تنفيذية جديدة    أسفار الحج (6)..الصفا والمروة وزهرة اللوتس    عيبك أولى بالإصلاح من عيوب الآخرين    توجيه عاجل من الرئيس السيسي بشأن ضحايا حادث المنوفية    سعر الذهب اليوم السبت 28 يونيو 2025 بعد تحقيق أدنى مستوياته عالميا خلال 29 يوما وتوقعات الفترة المقبلة    محاضرات وجولات توعية خلال حملة التبرع بالدم في المنيا    بينها «500 ألف طوارئ و100 ألف عملية».. عميد قصر العيني: نستقبل سنويًا 2 مليون مريض    عودة الهضبة وعمرو مصطفى للتعاون الفني.. أبرز ملامح ألبوم عمرو دياب الجديد    شيماء عبد الحميد.. من مدرسة الصنايع إلى كلية الهندسة ثم وداع لا يُحتمل    مدرب بالميراس: لن نُغيّر أسلوبنا أمام بوتافوجو وسنسعى لإيقافهم    نجم مانشستر سيتي يكشف خطة بيب جوارديولا للفوز على يوفنتوس    تحذيرات من عواصف وأمطار رعدية في الصين    منظمة أكشن إيد: مراكز توزيع المساعدات تحولت إلى فخ مميت لأهالي غزة    مصدر فلسطيني مسئول لسكاي نيوز عربية: حماس تضع 4 شروط لقبول صفقة التبادل    نقيب المحامين ينعي ضحايا حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية    محافظ أسيوط يتفقد المنطقة التكنولوجية وواحة سيليكون بأسيوط الجديدة    12 أكتوبر.. روبي تحيي حفلا في فرنسا    ضحى همام.. رحلت قبل أن تفرح بنجاحها في الإعدادية    تعليم المنوفية: إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية اليوم عقب اعتمادها من المحافظ    "كانت بتنشر الغسيل".. مصرع سيدة سقطت من الرابع في قنا    السبت 28 يونيو 2025.. نشرة أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع    قصة كفاح مهندسي مصر من أجل تحقيق حلم.. 8 سنوات تلخص رحلة إنشاء مصيف مطروح.. 25 مليون جنيه تكلفة المشروع    مصر ترحب باتفاق السلام بين الكونجو الديموقراطية ورواندا    الإسماعيلية تحتفل باليوم العالمي للتبرع بالدم (صور)    ممثلون يتنافسون للعب دور جيمس بوند في الفيلم القادم    مع شروق الشمس.. أفضل الأدعية لبداية يوم جديد    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 28-6-2025 في محافظة قنا    رسميًا.. موعد صيام يوم عاشوراء 2025 وأفضل الأدعية المستحبة لمحو ذنوب عام كامل    حزب الجبهة الوطنية يعلن تشكيل أمانة البيئة والتنمية المستدامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الهروب إلي إيطاليا
وحكايات عن الحياة في الوهم‏!‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 28 - 10 - 2012

صفوت خلف من محافظة المنيا سافر الي ليبيا للبحث عن فرصة عمل بعد ان انهي دراسته الجامعية ليجد كل ابواب التوظيف مغلقة في وجه ولم يكن يفكر في يوم من الأيام في السفر الي ايطاليا. لكن سوء الأوضاع في مصر جعلته يفكر في الهجرة إلي بلد يحترم آدمية الإنسان وقدراته, فهاجر إلي إيطاليا عام2006 بطريقة غير شرعية عبر ليبيا.. وشاهد بعينه أحلامه وهي علي وشك التحول إلي حقائق.. هذه حكاية6 سنوات من الحياة مع المعاناة كابدها شاب مصري سافر علي وهم اللحاق بالحياة السعيدة قبل أن يكتشف في نهايتها انه كان يطارد سرابا وأن رحلته كلها كانت خدعة كبيرة.
كيف كانت بداية رحلتك؟
اتفقت مع سمسار ليبي لتهريبنا الي ايطاليا مقابل ما يعادل10 الاف جنيه مصري وقد قابلت اثناء رحلتي الشاقة الي ايطاليا عدد كبير من المصريين القادمين من محافظات الفيوم والشرقية والاسماعيلية والمنصورة والمنوفية الا انهم دفعوا للسمسار ما يوازي30 الف جنيه وقد تحدثت الي بعضهم فمنهم من باع ميراثه او ارضه وغيره باع كل ما يملك ليقامر به للهجرة الي ايطاليا ارض الاحلام ويحصل علي فرصة عمل بعد ان ضاقت به الحياة في مصر وكان بيننا تقريبا30 مغربيا. وعندما كنا نطالب السمسار بالاسراع في الرحلة كان يؤكد لنا بانه لا يستطيع التضحية بحياة الناس وانه يبحث عن الفرصة المناسبة للرحلة وان هناك عوامل عديدة منها الظروف الجوية والدوريات الامنية لحرس الحدود علي الجانبين الايطالي والليبي حتي نصل سالمين.
صورة تذكارية في روما
وفي احد الايام احضر سيارتين نصف نقل ووضعنا جميعا فيهما بصورة غير ادمية ووضع علينا الاغطيه علي شكل بضاعة وكدنا نختنق من قلة الاوكسجين لنجد انفسنا في فيلا ضخمة علي البحر في مكان منعزل عن السكان ومنع عنا الطعام والماء قبل خروج الرحلة بساعات بدعوي ان الرحلة سوف تستغرق19 ساعة علي اقل تقدير وحتي لا نحتاج دخول المرحاض ومن خلال عدة زوارق صغيرة قام السمسار بنقلنا الي عرض البحر حيث كان في انتظارنا مركب صيد اكبر بعض الشيء تجمعنا فيه وكنا240 شخصا او اكثر من جنسيات مختلفة من مصر وتونس والمغرب وبعض الدول الافريقية ذوي البشرة السمراء لتبدأ رحلتنا الفعلية نحو الحدود الايطالية ويبدأ معها الخوف علي مصيرنا لاننا كنا اضعاف حمولة المركب وكنت اتطلع لكل الوجوه اجدها مصفرة مثل الموتي.
وكنا تستهدف الوصول الي صقلية وبمجرد دخولنا الحدود الايطالية وجدنا طائرات هليكوبتر فوقنا وبدأت باصدار بعض الاشارات والاصوات فاوقف قائد المركب المحرك واستمرت الطائرات تحلق فوقنا3 ساعات ثم استنجد قائد المركب بهم ورفع لهم راية استغاثة بعدها اقترب منا قاربان كبيران للاغاثة وقامت قوات الشرطة الايطالية بنقلنا اليهما وقاموا بتوقيع الكشف الطبي علينا جميعا وعاملونا بصورة انسانية واعطونا المياه والغذاء وتعاملوا معنا بالاشارة والتحدث الينا باللغة الانجليزية بصعوبة
بعدها جري نقلنا الي جنوب ايطاليا الي معسكرات بمنطقة لامبادوزا وهي جزيرة وجدنا داخلها اطفالا ونساء من المغرب وتونس و احد المعاقين المصريين الذي ظل يراوده حلم الهجرة بعد اكثر من محاولة ليجد نفسه علي الاراضي الايطالية لكن للاسف داخل معسكر عزل المهاجرين غير الشرعيين وينتظر ترحيله, بعدها نقلونا بطائرات الصليب الاحمر الي معسكر بجزيرة كوروتونيا تمهيدا لترحيلنا الي بلادنا وقضينا بها اسبوعا وكانوا يقدمون لنا4 وجبات يوميا, ويحرصون علي ألا يقدمون لنا مأكولات محرمة علينا في ديننا فكانوا يسألونا كل وجبة ماذا نطلب لنأكل وقاموا بتقديم الادوية للمرضي وكان يوميا يجري ترحيل مجموعة اغلبهم من المصريين وكانت هناك بعض الجنسيات لا يتم ترحيلها نظرا للظروف القاسية بسبب المجاعات والحروب الاهلية واغلبهم من دول جنوب الصحراء الذين يطالبون باللجوء السياسي انا اعتبر نفسي محظوظا لان القانون الايطالي يقضي الآن بوضع المهاجرين غير الشرعين في السجون وليس المعسكرات كما حدث معنا.
ويوم ترحيلنا شاهدت البعض من يقوم بكسر ساقه او يده حتي لا يتم ترحيله او يحاول القفز فوق اسوار المعسكر للهرب وكان بجانبي بعض المصريين اتفقنا جميعا علي الخروج بصورة جماعية لكن كان هناك عائق بعد الخروج من المعسكر وهو سور يحيط بالمنطقة ارتفاعه نحو4 امتار وظل افراد الشرطة يطاردوننا بالعصي الكهربائية لاعادتنا للمعسكر لكن الغريب ان الاطباء والممرضات داخل المعسكر كانوا يرشدوننا لطريق الهرب من خلال الاشارة لاننا لا نتحدث الايطالية لكنني ضللت الطريق الصحيح للهرب لاجد نفسي داخل احد معسكرات الافارقة لكنني اخذت في الجري حتي وصلت للسور الاخير وعند خروجي اتفقت بالاشارة مع احد الافارقة طويلي القامة لمساعدتي علي قفز السور مقابل كل ما املكه هو50 يورو فقذف بي لاجد نفسي خارج المعسكر لابدأ في الهرب عبر الغابات والمزارع علي مدي يوم كامل وخلفي الشرطة الايطالية وفوقنا الطائرات تبحث عنا اجتمعنا انا ومجموعة واتفقنا ان نكون يدا واحدة ضد المجهول وكنا12 شخصا وكنا نرتدي ملابس عادية اسفل ملابس المعسكر التي تخلصنا منها حتي لا يتعرفوا علينا وكنا نأكل من المزارع حولنا و بعد بحث دام قرابة اليوم عن اقرب مدينة وصلنا في وقت الفجر بعدها بدأ كل منا يحاول الاتصال بمعارفه واقاربه الذين يقيمون في ايطاليا و قابلنا بعدها شخصا من اصول عربية استنجدنا به لمساعدتنا فطلب من كل منا450 يورو ويجب تحويلها قبل حجز تذاكر القطار و كان في قمة الرعب بدعوي ان الشرطة تبحث عن الهاربين من المعسكر وبعد وصولي الي ميلانو اقمت مع صديق لي في شقته والغريب ان كل من رافقوني في رحلة الهرب من المعسكر لم التق بواحد منهم بعدها رغم اقامتي الطويلة في ايطاليا.
بعد اقامتك6 سنوات في ايطاليا هل حققت احلامك؟
بعد ايام قليلة بدأت اري أوروبا الحقيقية وليس كما تخيلتها في احلامي سوي في نظافتها ونظامها وقوانينها القاسية علي من يدخلها بصورة غير شرعية بعد ان اكتوي الايطاليون من الاجانب رغم حبهم لهم لكن بعد تزايد سلبياتهم وجرائمهم خاصة بين المهاجرين غير الشرعيين من سرقة وقطع الطرق وهذا لا ينطبق علي المصريين فهم من اكثر الجاليات التي لا تثير المشاكل في ايطاليا لكن الايطاليين لا يفرقون فهم يعتبرون اي عربي مغربي الجنسية لعل ذلك لأن المغاربة أولي الجاليات الموجودة في ايطاليا واوربا.
اسعار استخراج المستندات من القنصلية فضيحة
في البداية تعلمت الايطالية بالاعتماد علي القواميس ومتابعة التليفزيون الايطالي لتصحيح لغتي لان الذهاب الي المعاهد معناه اعتقالي وترحيلي خصوصا وانني لم اكن في البداية املك اي اوراق تثبت شخصيتي. وبعد الاقامة شهور بلا عمل وتراكم ديوني بدأت رحلة البحث عن عمل وفي ايطاليا نجد المصريين المقيمين منذ سنوات طويلة اغلبهم يعملون مقاولين من الباطن في مجال البناء حيث يقومون بجلب العمالة المقيمة بصورة غير شرعية او حتي شرعية في ايطاليا والحصول علي عمولة تصل الي50% او اكثر احيانا من اجرهم مستغلين ظروفهم القاسية وقلة فرص العمل وقد عانيت كثيرا وظللت ابحث عن عمل في شوارع ميلانو حتي تورمت قدمي فعملت في توزيع الصحف والاعلانات وفي مجال التشييد والبناء ثم بعدها بورشة لحام وتعرضت لاصابة اقعدتني6 اشهر كما عملت باحدي الشركات والتي نلت ثقة صاحبها لاصبح رئيس عمال بها الا ان عملي كان يتطلب قيادة سيارة الشركة وبسبب حادث تصادم جري اعتقالي لانني لا احمل رخصة او اي اوراق وكاد يتم ترحيلي لكنني هربت وظللت لا اخرج لمدة شهرين من الشقة واستنزفت كل ما ادخرته فيها حتي التقيت احد الاصدقاء لديه مكتب اتصالات وانترنت الذي سمح لي بتخصيص زاوية لصيانة الكمبيوتر وكنت اتخذه مكانا للسكن وبعد فترة عرضه للبيع فشاركته في السنترال بعدها باع نصيبه لي بعد ان قرر العودة بعد ان ساءت الاحوال ولم يعد امامنا خيار اما العودة الي مصر او الاستمرار علي ما نحن عليه فقرر شريكي العودة لانه لم يعد يطيق الغربة خصوصا بعد قيام الثورة وتحسن الاحوال في مصر الا انه يتصل بي كثيرا ويندم علي العودة والسنترال الذي تقدر قيمته حاليا ب25 الف يورو بالكاد يوفر مصاريف معيشتي التي زادت بعد ان اسست شقة رخيصة مستقلة للزوجية فقد كنت قبلها اقيم بشقة جماعية بها جنسيات مختلفة.
بما تنصح الشباب المصري الذي يحلم بالهجرة الي ايطاليا؟
بالرغم من انني لم افقد الامل في تحسن اموري رغم كثرة ديوني لكن هذا خلق لدي قناعة ان الهجرة مشروع فاشل فعلي الاقل85% من المهاجرين المصريين هنا لديهم احساس قوي بان تجاربهم فاشلة فوضع البلد سيء لنا كمهاجرين غير شرعيين في ظل حالة التقشف التي تمر بها البلاد لهذا فمن يعمل هنا اجره في احسن الاحوال لا يزيد عن800 يورو منها600 يورو للسكن والمعيشة والمواصلات والاتصالات واعتبر نفسي محظوظا حيث انني اعرف البعض من هم لا يستطيعوا ان يوفروا حتي قيمة السكن فيناموا في البرد القارص وسط الحدائق العامة بعد ان تراكمت ديونهم حيث لا يطيق صاحب الدين الانتظار لهذا لا انصح اي مصري بالقدوم الي ايطاليا لانه لن يستطيع ادخار اي شيء وعدم التفكير في الهجرة غير الشرعية ففي البداية هي رحلة موت سواء بالغرق او تنجو بحياتك لتتعرض للاعتقال اوتشعر طوال اقامتك بانك مطارد من الشرطة والافضل هو السفر بالطرق الشرعية من خلال وزارة القوي العاملة التي عقدت اتفاقيات لارسال العمالة المصرية لكن هناك استغلال كبير للاسف ولذلك انصح الشباب المصري بعدم الهجرة شرعية او غير شرعية فالكل في الهم سواء فلا توجد تخصصات مطلوبة في ايطاليا لان المصري الذي يأتي لا يعمل الا مهنا هامشية مثل البناء وتوزيع الاعلانات والبيتزا ان وجدت فكم اعرف من هم قدموا بطرق شرعية ولا يستطيع حتي توفير ثمن تذكرة الطائرة للعودة.
ما هو الوضع القانوني للمهاجرين غير الشرعيين؟
صدرت بعض القوانين والتشريعات الايطالية مؤخرا بضرورة تقنين اوضاع المهاجرين غير الشرعيين وكان علي ان استعين بسمسار لاثبات انني اعمل بصورة دائمة ولدي دخل ثابت وكانت عمولة السمسار6 الاف يورو وهو مبلغ ضخم لكن السمسار نصب علي وعلي مئات المصريين وقدمنا ضده بلاغا ولم تعثر عليه الشرطة منذ2010 وبالتالي لم يعد هناك فرصة للبقاء الا بالزواج فقدر الله لي ان وجدت فتاة ايطالية من اصل مغربي ذات خلق وعقدت عليها بالمعهد الاسلامي بميلانو وعندما ذهبت للسلطات الايطالية لاثبات زواجي رفضوا وطالبوني بعقد الزواج بالقنصلية التي فرضت رسوما ضخمة وتعقدت الامور وهو ما يجعلني افكر في توثيق عقد زواجي بالقنصلية المغربية.
ما هي مشاكلكم ودور القنصلية في حلها؟
مآسي المصريين هنا معظمها مع القنصلية وتراخيها في الحفاظ علي حقوقنا, فهناك مجموعة من المصريين كانوا يعملون في مطبعة تاخرت رواتبهم عدة اشهر وعندما تظاهروا امام المطبعة حدثت بعض المناوشات بين الشرطة الايطالية والمحتجين المصريين مما ادي الي حدوث بعض التلفيات ليتدخل القنصل بعد فوات الاوان بارسال محام للدفاع عن المتضررين بعد ضغوط كبيرة من جانب بعض الحركات والجمعيات في ميلانو وهو ما خلق صدي سلبيا عن المصريين في الصحف الايطالية والامثله عديدة لتراخي القنصلية منها مؤخرا عندما قتل شاب مصري علي يد مهاجر من الاكوادور فنحن لا نجد اي دعم من جانب القنصلية للمهاجرين وانا شخصيا لم اتمكن من الحصول علي الاقامة الدائمة حتي الان لتباطؤ القنصلية المصرية في ميلانو والتي لا يختلف ادائها عن دوواين الحكومة في مصر التي تعاني الروتين, الي جانب ارتفاع مصاريف الاوارق الرسمية فعندما طالبت القنصلية بجواز سفر بدل فاقد لاتمكن من العمل فوجئت ان الرسوم135 يورو وقائمة انتظار60 يوما وبصلاحية عام واحد فقط واي ورقة يتم استخراجها لا تقل رسومها بين35 و70 يورو الي جانب ضياع الوقت والطوابير.
كيف ترون ما يحدث في مصر الان؟
نحن نتفاعل هنا في ايطاليا مع كل ما يحدث في مصر وساندنا ثوار التحرير وتظاهرنا عشرات المرات امام القنصلية والسفارة المصرية والمعهد الاسلامي مطالبين باسقاط مبارك. وقد تعايشنا احداث الثورة منذ قيامها من خلال الاتصال باصدقائنا الذين كانوا يقفون في ميدان التحرير وقد كنت اثناء معركة الجمل علي اتصال دائم مع صديقي لي اسمه ناصر الحاوي وكنت اتابع معه وانشر ما يقوله لي علي صفحاتنا علي الفيس بوك وكم كنا نحترق ألما مما كان يحدث وصوت طلقات الرصاص مما كان يجعلني في قمة الحزن لعدم قدرتي علي المشاركة وهي لحظات لا يمكن ان انساها لكننا انتصرنا في النهاية ونجحت الثورة.
ولمن كانت اصوات الجالية المصرية خلال الانتخابات الرئاسية؟
كنت علي علم باتجاهات الناس هناك خلال الانتخابات الرئاسية بحكم عملي كصاحب سنترال يتردد علي مئات المصريين للاتصال بذويهم في مصر فنحن في ايطاليا نحو450 الف مصري يتركزون في ميلانو وتورينو وقلة في روما ولدوا في ايطاليا ويتحدثون العربية بصعوبة لكنهم شباب يحب مصر. وخلال الانتخابات الرئاسة تفرقت اصوات المصريين هنا في الجولة الاولي ما بين ابو الفتوح وحمدين صباحي وشفيق الا انهم في الجولة الثانية صوتت الاغلبية لصالح الدكتور مرسي وكنا نقف خلال فرز الاصوات لحراسة الصناديق داخل القنصلية وخرجنا بعد فوزه بالشوارع في فرحة غامرة.
كيف تري الجالية المصرية التغييرات التي تحدث في مصر؟
نحن نشعر الان ان هناك تغييرات ايجابية كثيرة كنا نفتقدها في عصور مضت بعد العديد من القرارات التي اصدرها وننتظر الكثير من رئيسنا في ان يعيد لمصر مكانتها فنحن حقا نعشق هذا الوطن, وعندما زار الرئيس مرسي ايطاليا حاولت حضور اجتماعه مع الجالية المصرية في روما لكن ضيق الوقت بسبب عملي وبعد المسافة بين ميلانو وروما منعني من الحضور.
هل يجتمع المهاجرون لدراسة احوالهم هناك؟
أسسنا اتحاد المهاجرين المصريين للحصول علي حقوقنا بصورة قانونية و نلتقي بانتظام كما نحاول من خلاله مساعدة مصر في محنتها الحالية فقد اجتمعنا مع الفنان محمد صبحي ونادر السيد لمساندتهما في حملتيهما التي تستهدف القضاء علي العشوائيات كما أنشانا جروب علي الفيس بوك باسم المهاجرين المصريين في ايطاليا وصل عددهم حاليا1000 مهاجر وعلي اتصال بالعديد من المهاجرين المصريين المقيمين في العديد من الدول الاوروبية.
ما هو رد فعل الجالية المصرية بعد الفيلم المسيء؟
كانت هناك عشرات الوقفات السلمية والمظاهرات بعد احداث الفيلم المسيء للنبي بعد ان كنا نستخرج تصاريح من السلطات الايطالية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.