المو التزاحم الشديد علي شباك تذاكر قطارات السكة الحديد هو المشهد الدائم في كل موسم, خاصة الأعياد.. والجملة التي يكررها موظفو الحجز دائما هي: التذاكر نفدت, وحجتهم في ذلك زيادة الطلب علي المتاح لديهم.. والغريب أن باعة التذاكر في السوق السوداء يبيعونها علنا داخل محطات السكة الحديد أمام أفراد الأمن الذين لا يحركون ساكنا.. فالمشكلة التي تتكرر منذ سنوات طويلة لم تجد حلا بزيادة عدد القطارات أو تقليل زمن التقاطر.. أو منع المتاجرين بالتذاكر من بيعها في السوق السوداء. اطنون: نشتريها من السوق السوداء أمام الأمن علنا القطارات المتهالكة.. وزمن التقاطر أهم أسباب الأزمة كل السلبيات التقليدية شاهدناها خلال جولتنا داخل محطة مصر التي نتفاخر بها كمبني تاريخي تم تجديده علي أعلي مستوي.. لكن مستوي الخدمة والمعاناة لم يتغير أي منهما.. البداية عند دخولي إلي ساحة انتظار السيارات التي تتكون من عدة طوابق حديثة البنية, لكن المواطنين لا يستخدمونها, ربما لتعريفتها المرتفعة, أو إنهم يفضلون استقلال سيارات الميكروباص التي اعتادت علي غلق شارع أحمد حلمي الموازي لمحطة مصر. والشيء المهم في واجهة محطة مصر الذي يثير الدهشة, هو التجديد والتطوير الذي تم من خارجها بعد أكثر من ثلاث سنوات من البناء تحت السقالات, فقد تم إخلاء المبني الرئيسي للمحطة من المكاتب الإدارية واستبداله بمركز تجاري. وعلي الوجه الآخر مازالت محطة مصر تعاني الإهمال ونفاد تذاكر السفر, بالأخص إلي وجه قبلي, ودائما لايجد المسافرون أي تذاكر في الأعياد, مما يضطرهم إلي الإقلاع عن السفر أو المخاطرة بحياتهم بالتسلق فوق أسطح القطارات, مما يعرضهم لمخاطر السقوط في أثناء السير أو الفرملة, كما حدث منذ أيام وانتهي بضحايا وإصابات, وقد يلجأ الركاب لاستخدام الميكروباصات, وفي النهاية يواجهون مصيرهم بوقوع حادثة موت يذهب ضحيتها العديد من الأرواح. وعن هذه المشكلة الأزلية يقول عباس إبراهيم, موظف حكومي: إن مشكلة القطارات المتهالكة بالأخص قطارات المحافظات مازالت تواجه المصير المجهول منذ عهد النظام السابق وحتي بعد قيام ثورة52 يناير, والتي كان يأمل الجميع في أنها سوف تمحو وتطمس كل المشكلات والقهر الذي عاني منه المواطن المصري, لكننا مازلنا كما نحن, ففي عيد الفطر المبارك الماضي, كانت المشكلة نفسها تواجهنا كما يحدث هذه الأيام, فعند شراء تذاكر السفر إلي الصعيد, نفاجأ بأنها نفدت منذ ما يقرب من شهر تقريبا وتباع في السوق السوداء بأضعاف الثمن, مما يجعل التجار يتلاعبون بالمواطنين ويتحكمون في الأسعار كما يشاءون, وأصبح الوضع غير مقبول عليالإطلاق, لأنه فوق طاقة المواطن البسيط, فالتذكرة التي يبلغ سعرها03 جنيها, تباع بنحو06 أو07 جنيها. أما حسين محمود, مهندس, فيقول: إن كل ما يصرح به المسئولون بهيئة السكك الحديدية عن توافر تذاكر غير حقيقي, مشيرا إلي أنه يتردد علي المحطة منذ51 يوما سعيا للحصول علي تذكرة سفر إلي سوهاج, إلا أنهدائما يجد مشادات كلامية تصل إلي حد الضرب بين المواطنين بعضهم البعض, وللأسف جميع المسئولين يعلمون نفاد التذاكر وبيعها في السوق السوداء, حتي إنهم في الأيام الماضية عندما اشتدت أزمة نقص التذاكر, قاموا بكتابة لائحة تحمل عبارة التذاكر نفدت.. ولكن لا تقلقوا.. فهل هذا من المعقول أن يحدث حتي بعد ثورة52 يناير, ومازال المواطنون في حالة معاناة دائمة مع تذاكر السفر. .. ورئيس هيئة السكك الحديدية يرد: التكدس بسبب نقص عدد المقاعد و15% من القطارات خارج الخدمة حسين إسماعيل الحبروك أكد المهندس مصطفي قناوي رئيس هيئة السكك الحديدية أن سبب الأزمة هذا العام نقص عدد المقاعد المتاحة للجمهور حيث أن السكك الحديدية يوجد بها850 عربة قطار مكيفة فقط و15% فيها خارج الخدمة, وأن الهيئة تحارب ظاهرة السوق السوداء, وتسريب التذاكر إلي خارج المحطات, وأضاف رئيس الهيئة أن عدد التذاكر الموجودة خارج شباك التذاكر تتجاوز عدد التذاكر الموجودة داخل محطات القطار, ويتم بيعها علي المقاعد في مواجهة محطة مصر بالرغم من التعليمات المشددة بعدم السماح لحجز أكثر من أربع تذاكر للراكب. وأوضح رئيس الهيئة أنه تم أمس بيع120 ألف تذكرة مكيفة وخلال الأيام المقبلة سيتم حل مشكلة التكدس بعد دخول212 عربة مكيفة و116 عربة للقطاع الفرنساوي الخدمة والتي تقوم الهيئة بتطويرها حاليا ليرتفع عدد العربات المكيفة إلي1187 عربة ستساهم في حل الازمة, وتوفير المقاعد لركاب الوجه القبلي.