بعثت سفارة كوريا الشمالية برسالة إلي الأهرام ردا علي مانشر من قبل في هذا المكان تؤكد عمق العلاقات المصرية الكورية الشمالية, وتصحح بعض المعلومات التي نشرت عن بلادها. وهذا ملخص للتقرير الذي بعثت به السفارة ل الأهرام. الوقائع الراهنة لكوريا ومستقبلها بالرغم من صغر مساحة كوريا الديمقراطية وعدد سكانها, فإنها معروفة علي نطاق العالم بأنها بلد مقتدر يتمسك بروح الاستقلالية والقومية حيث تتميز بالوحدة بين القائد والشعب. إن القدرة والقوة التي تتميز بها كوريا اليوم تكمن في ملامحها الفريدة والمتمثلة في الوحدة بين أبناء الشعب وجنود الجيش بقائدهم المحبوب السيد كيم جونع وون, فبهذه الوحدة تتقدم كوريا نحو مستقبلها الأكثر إشراقا, لقد أمضت كوريا النصف الأول من القرن الماضي في ظل الحكم الاستعماري الياباني حينئذ كان الثوار المناضلون بزعامة السيد كيم ايل سونغ خاضوا نضالا مسلحا. واستمر هذا النضال عشرين سنة تقريبا وفي النهاية حققوا أمنيات كل أبناء الشعب بتحرير كوريا فالتاريخ لايصنع إلا بسواعد الرجال, أما عن النصف الثاني من القرن الماضي وبعد استقلال كوريا فقد شهدت التقدم والازدهار في ظل قيادة الزعيمين الخالدين السيد كيم إيل سونغ والسيد كيم جونغ ايل واستمرت في التقدم والرخاء في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية وغيرها حتي بعد دخولها القرن الجديد. والسؤال الذي يطرح الآن نفسه, كيف استطاعت كوريا التغلب علي المحن القاسية التي تعرضت لها طوال السنوات الماضية منذ أول يوم من إقامة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية, وخاصة منذ أواخر التسعينيات نتيجة لسياسة العداء والضغوط من قبل الولاياتالمتحدة وغيرها من الدول الغربية وكذلك الآثار السلبية الناجمة عن الكوارث الطبيعية المتلاحقة, وقفت كوريا في مفترق الطرق لكن الكلمة العليا كانت لأبناء الشعب وجنود الجيش بالتفاهم حول قائدهم أن مايميز كوريا عن غيرها هو تمسكها الثابت بمبدأ الاستقلالية في الفكر والسيادة والاقتصاد الوطني المستقل والدفاع الذاتي, حيث تمارس كوريا سياسة مستقلة معتمدة علي قواتها الذاتية بما يتفق مع واقعها الذاتي وذلك بوضع مصالح أبناء الشعب في المقام الأول. وفي أواخر القرن الماضي انهارت الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي السابق وعدد من بلدان أوروبا الشرقية واحدة تلو الأخري, إلا أن كوريا مازالت تتمسك بالاشتراكية دون تغير بل تزداد الاشتراكية الكورية قوة فتعجب العالم وأيقن تماما بمدي استقلالية كوريا, كما أدرك أن هذا البلد بلد قوي سياسيا وفكريا لايمكن أن يستهان به. رغم أنه بلد صغير إلا أنه وقف في مواجهة القوي الإمبريالية المتحالفة بكل شجاعة. إن كوريا لديها قدرة عسكرية جبارة لاينكر هذا إلا حاقد أو جاهل, فلا يجرؤ أحد المساس بها, أن لديها جيشا شعبيا نظاميا مقتدرا وأقيم في كوريا النظام الدفاعي الراسخ الذي يشمل كل الشعب والدولة كلها باعتماد الجيش نواة له وتحققت فيها الوحدة بقلب واحد بين الجيش والشعب والتي لايمكن تحطيمها بأي سلاح حتي لو كان نوويا. وبعد أن تم بناء جيشها المقتدر, اتجهت كوريا إلي تقوية قدراتها الاقتصادية الوطنية حيث تم زيادة الرقعة الزراعية وبناء المحطات الكهرمائية في مختلف الأماكن وتم تحديث كل المصانع بأحدث تقنية صناعية, وأن إنتاج القمر الصناعي يحتاج إلي تكنولوجيا عالية في كل المجالات وكثير من الدول الكبري تفشل في تحقيق ذلك إلا بعد عشرات المرات, إلا أن كوريا أطلقت القمر الصناعي غوانغميونغ سونغ رقم2 بنجاح وسط اهتمام العالم بعد اطلاق أول قمرها الصناعي في عام1998 وعلي مستوي التعدين ففي مؤسسة سونغزين للفولاذ أكمل نظام إنتاج الحديد دون استخدام فحم الكوك وأدخلت تقنية التشغيل الرقمي بالكمبيوتر وذلك في عدد كبير من المصانع والمؤسسات فحدث تحول كبير في التقنية الصناعية. إن كوريا دولة يمتكلها الشعب وتكفل كرامة جماهير الشعب وذلك بفضل مقولة الزعيم الرئيس كيم ايل سونغ اعتبار الشعب كالسماء إنها عقيدة ثابتة له وهو كرس حياته من أجل الشعب وكذلك مارس القائد كيم جونغ ايل سياسة الفضيلة والكرم وينتهج القائد المحترم كيم جونغ وون السياسات نفسها. أصبحت كوريا مثلا لاحترام أبناء الشعب وتفتخر بأنها دولة يشكل فيها المجتمع كيانا واحدا لايمكن النيل منه وأن التلاحم بين الشعب والجيش والحزب محوره القائد كيم كونغ وون. إن العلاقات الكورية المصرية لن يزعزعها العابثون, أصحاب النفوس الضعيفة, فمواقف كوريا تجاه مصر ظهرت جلية في حرب أكتوبر المجيدة باختلاط دماء الطيارين والكوريين بأرض سيناء الذكية, كما أن كوريا تقف دائما إلي جانب القضايا العربية العادلة, متحدية كل الصعاب في سبيل ذلك ورفضت علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني باعتباره محتلا لأرض دولة فلسطين العربية, فعلاقات الصداقة الممتدة إلي سنوات ستستمر وتزدهر من أجل رخاء الشعب الكوري والشعب المصري الصديق.