وسط احتفاء العالم الغربي بوصول الفتاة الباكستانية ملالا إلي لندن لتلقي العلاج وانتشالها من محنتها, اشتعلت حالة من الغضب بين الأفغان الذين شعروا بالاستياء. لما وصفوه بأنه رد غير متكافيء علي محنة النساء والأطفال في بلدهم. وكانت التلميذة الباكستانية ملالا يوسف زاي والتي أطلق مسلحون من حركة طالبان النار عليها بعد دفاعها عن قضية تعليم الفتيات قد نقلت جوا من باكستان إلي بريطانيا لتلقي العلاج بعد الهجوم الذي وقع هذا الشهر وأثار إدانة واسعة وتدفقا للتأييد الدولي. ولكن في المقابل تصاعدت حالة الاستياء من ازدواجية المعايير الغربية بين عدد من المسئولين وممثلي القبائل الأفغان خاصة السيدات منهن. ومن جانبها, أعربت ثريا بارليكا, وهي عضو في مجلس الشيوخ الأفغاني وترشحت من قبل لنيل جائزة نوبل للسلام, عن تفهمها لوضع ملالا, وتقديرها لمن يدافع عن قضيتها, لكنها أدانت أيضا دفاع الحكومة الأفغانية عن حقوق المرأة بشعارات فارغة دون أن تفعل شيئا في الحقيقة. وذكرت لجنة حقوق الإنسان المستقلة في أفغانستان أن العنف ضد النساء يتزايد في البلاد, حيث يبدو أن حكومة كرزاي ترتد عن موقفها من حقوق المرأة. في الوقت نفسه, قالت إيلاي إرشاد التي تمثل قبائل الكوتشي البدوية في البرلمان الأفغاني إن الفتيات الأفغانيات ينتهكن أو يغتصبن أو يلقي الحامض علي وجوههن ويتعرضن للتشويه في كل يوم, لكن أحدا لا يتذكر أو يعترف بهؤلاء الفتيات. ومنذ فترة قصيرة, ألقت قناة تولو التليفزيونية الخاصة التي تحظي بالشعبية الضوء علي قصة رجل شرطة في إقليم غزنة بشرق أفغانستان ويدعي زلماي. وكان مسلحون يشتبه بأنهم من حركة طالبان قتلوا ابن وابنة زلماي الصغيرين بالرصاص أمام عيني والدهما قبل أيام فقط من إطلاق النار علي ملالا في9 أكتوبر الحالي في وادي سوات الباكستاني. وأعرب زملاء زلماي عن دهشتهم من رد فعل الحكومة الأفغانية وأدانوا اهتمام الحكومة بفتاة باكستانية وتجاهلهم لمثل هذا الحدث خاصة أن المسئولين تجاهلوا طلبات بالتحقيق في الأمر. واستعادت الأفغانيات حقوقا أساسية في التعليم والتصويت والتوظيف منذ الإطاحة بطالبان من السلطة في عام2001, لكن أفغانستان تظل واحدة من أسوأ الأماكن بالنسبة للنساء لرغم أن هناك مساعدات بمليارات الدولارات.