لا أدري مناسبة هجوم عمر مرسي على المستشار أحمد الزند، ومن قبله النائب العام، وابتعد قليلا من فضلك عن لعني أو اتهامي وكن موضوعيا، وفقط أخبرني : ما لعمر والنائب العام والزند؟ يبدو أن الأمر صار أقرب لعاطفة الابن منه للنقد الموضوعي، ثم أخبرني يا عمر: أليس من حقي أن انتقد أباك بوصفه رئيسا للجمهورية ، أم أن حقي قد مات في الاختلاف معه في قضية ما، وهل كل من يختلف مع الرئيس صار من أعدائه، ليس هكذا تكون الديمقراطية، فكيف بمستشار أن يكون كل دوره رحلات المصايف والحج؟ هو تصريحٌ أقرب للانفعال منه للنقد، وما أعلمُه ويعلمُه كثيرون مثلي، أننا جميعا كنا نعملُ في العصر السابق، أم أنك لم تدخل مدارس في العصر البائد، أخبرني يا صديقي إن كنت لم تتقاض راتبا في عصر المخلوع، اعتراضا عليه، أو كنت تستطيع أن تبني خيمة وتعتصم في ميدان التحرير، وإلا فليغلقوا الصحف مثلا، لأنها يوما امتدحت الديكتاتور، وليعتقلوا كل من عاصره، فليأتوا بشعب جديد، ولا تذهب بعيدا ياصديقي وتتهمني بأنني أحد الفلول، فلست منتفعا ويعلمُ ربي لا من هذا.. ولا من ذاك.. كل ما في الأمر أن هناك تصريحا استفزّني، أو بالأحرى تعليقا، لم يكن بالموضوعي، وما زلت ياصديقي استخدم كلماتي، دون مواربة، وبلا نفاقِ، وبعيدا عن شبهة المجاملة، فليس لدي منصبٌ أخشى عليه، ولا أنتظرُ رزقا سوي من الرّب، وكذلك لست قاضيا ولا مستشارا، لأنتظرّ نفحة من أحدهما، وكما لم يحالفني الحظ برؤيتك ياعمر، لم يحالفني نفس الحظ برؤية النائب العام، أو المستشار الزند من قبل، دع عاطفتك جانبا، وأجب سؤالي، بحكم قربك من الرئيس: هل نحن شعب الرئيس حقا يا عمر.. أم أننا (شعب مصر)!! ولماذا لم تسأله عن المائة يوم الماضية، التي وعدنا خلالها بالكثير، إذن أنت تفرغت ياصديقي لقضايا فرعية، وآثرت لفت انتباهنا للنائب العام والزند، وقصة الفلول التي لا يبدو في القريب العاجل أننا سنتخلصُ منها، صارت شماعة هي والإعلام، لا أعتقدُ أن الحكم لهم، الدولة لها رئيس، مسئول عنها، انتهت القصة، لقد لنتفرغ إذن لمصرنا، وأعتقد أن التفرغ لوطننا أكثرأهمية، وليتك اكتفيت يا عمر، بل زدت.. وأفضت.. وقلت للنائب العام: انت نسيت تاريخك؟ ليته أخبرنا عمر عن أي تاريخ يتحدث؟ تعليقات نارية ، تفرقُ ما يحاول الرئيس جمعه! وبصفته نجل الرئيس، تتسابقُ الآلةُ الإعلاميةُ الجبارة، لإبراز ما يقول، ولأننا نحيا الديمقراطية، نخشى أن تكون نتيجة كل اختلاف مع الرئيس تعليقا ناريا، من نجل الرئيس، ثم ألا يعلمٌ عمر أن زمن المباخر ولّى، وأن هتاف: بالروح بالدم، مات دون رجعة، كل ما فعله النائب العام أن صرح ببقائه، وسانده الزند، وكثير جدا من القضاة، وتجاوز الرئيس المسألة، بالاجتماع مع النائب العام، فهل تراه يستعد عمر للتدخل في شئون الحكم؟ ثم ألايدري عمر محمد مرسي: أن لدي الرئيس طاقما جبارا من المستشارين، يمتلكون من الوسائل ما يستطيعون به الرد على أي مواطن، ليس في الداخل فقط ،بل والله في الخارج، فلماذا التقليل والاستهانة بالآخر لمجرد أن خالفك الرأي؟ فليس تعبيرا عن الرأي أن أقلل من شأنك.. أو أستهين بتاريخك.. ولا يمكنني مثلا أن أنسى أنك: نجل الرئيس، ولكنك في النهاية مثلي تماما، لك ما لي من حقوق، و عليّ ما عليك من واجبات، ولا تنس ياصديقي أنني غير منتمِ لهذا ولا لذاك، فقط أردت أن أذكرُك : بالكفّ عن التدخل في شئون الحكم ، وأٌذكرُك أيضا بأن جمال مبارك، مهما فعل.. لن يعود، لقد تعلمنا الدرس بعد ثلاثين عاما، فلا تطلب منا من فضلك ما لا نستطيع قبوله. [email protected] المزيد من مقالات أيمن عثمان