هجمات شرسة تلك التى يتعرض لها إنسان هذا العصرعلى وجه المعمورة، أعني تحديدا،الإنسان المصري، الذي بات يعاني من شئ عجيب هذه المرة الكلاب والفئران فليس المشركون فقط من نعاني منهم لا أدري بالضبط متى ظهرت هذه السلالات، ولا متى تكاثرت تلك الأعداد من الكلاب الضالة وغيرالضالة، هل بسبب علاقاتهم غير الشرعية ، أم بسبب أننا تبسطنا معهم، ولم نأخذ على عاتقنا الأمر بجدية، إلى الدرجة التي صاروا فيها يهاجموننا كالمشركين دون حياء، أو إن أردت الدقة بأقل حدة منهم وكأننا صرنا نمثل لهم معاناة، لم يستطيعوا معها ، أن يعيشوا دون إزعاج منا، أعني الكلاب طبعا حتى لا يتهمونني بالسامية وليت الأمر توقف يا صديقي عند الكلاب، ألم تلحظ حفظك ربي جحافل الفئران التي انتشرت في مصرنا، وكأنها هاموش، وليست فئرانا، رغم علمنا بخطورتها وفتكها بالإنسان، ولابد أن تكون قد لاحظت أعزك الله أن فأر هذا العصر، يختلف تماما عن فئران العصر الفائت كمشرك هذا العصر الذي صار أقل تأدبا وحياء من مشركي العصر الفائت، بدليل أن فأر اليوم لا يخاف، بل يتحدي، مثله مثل الكلاب، التي لم يقتصر أمرها على النباح فقط، والخوف كل الخوف من الطاعون، الذي ظهر لأول مرة فى العصور الوسطى، وأزعج أوروبا سنة32 من القرن الرابع عشر، من فضلك أعد قراءة الجملة أزعج أوروبا منذ القرن الرابع عشر، ولم يزعجنا بعد! والسؤال: لماذا لم يزعجنا بعد؟ والإجابة للأسف لا أعرفها، ولا أدري في الحقيقة إن كان وزير البيئة يعرفها أم هو الآخر مثلي وقد جاء مباشرة الطاعون من الشرق الأدنى، بواسطة الفئران التى ترسو على مرسيليا، كما جاء فى كتاب قصة الحضارة لول ديورانت، تحت عنوان (الموت الأسود) وقد أرجع حدوث الطاعون إلى السفن التى حملت الفئران، وعلى جسمها البراغيث اللعينة، هل تعلم يا صديقي أن انتشار الطاعون فى أوروبا، كان سببا فى توقف حرب المائة عام بين بريطانيا وفرنسا!! وكان سببا جوهريا جدا لاعتناق بريطانيا البروتستانتية، وذلك من خلال زواج الملك هنرى الثامن زوجة جديدة، بدلا من زوجته ماريا الحولاء، التى لم تنجب له أولادا، وكانت مصابة بالداء الفرنسى، وقضى الطاعون حفظنا الله على 70 ألفا من سكان لندن عام 1665م، وكان عددهم وقتئذ 400 ألف!! فهو إذن صديق يصدق مرضه، قديم منذ آلاف السنين، وعدو بغيض، لابد من القضاء عليه. من منا - نحن المصريين- لم يداعب فأرا؟ فى الشارع أو الحارة، وفى عربات القطارات، هل تعلم أن هناك عددا ليس بالقليل من المصريين يطاردون الفئران داخل بيوتهم! وكلنا يعلم أن الموانئ تعد أخطر مصادر العدوى، حيث يكثر انتشارها داخل السفن والمراكب، التى تحمل المواد الغذائية المختلفة، وإذا كنا فى قاهرة المعز نرى تلالات القمامة المرصوصة بعناية تسر العين ، فما بالنا بالأرياف، من أراد أن يشاهد حديقة للفئران، فعليه الذهاب لكورنيش النيل، ليرى بعينيه - أمام المبنى الفخم للتليفزيون، كيف تعيش فئراننا، ويتكاثرون من حولنا، يستمتعون برؤية العاشقين وهم هائمون، ولا يزعجهم شىء، حديقة الفئران أمام مبنى الخارجية أيضا، وعلى الكورنيش ؛ ولا تغض الطرف من فضلك عن حي بولاق أبو العلا، أو الدكرور، ولا حتى بركة الفيل؛ كم يبلغ عدد الفئران فيها؟ إذا كان حال الكورنيش مع الفئران هكذا، فما حال بقية الأزقة والحوارى والأرياف فى أرض المحروسة؟! [email protected] المزيد من مقالات أيمن عثمان