صراخ وعويل، وتجارة بالوطن في أبشع صورة، ومسيرات للتحرير، تنضم إليها مسيرات مصطفى محمود، سألت عن السبب، تخيلت حينها أن المحكمة قضت بالبراءة على المخلوع، هو وزبانيته، فعلمت أنها حكمت عليه بالمؤبد. وعلى وزير داخليته بنفس الحكم، ولم أكن أدري أن سبب العويل الممتزج بالصراخ، براءة معاوني العادلي لأن الدلائل منقوصة، والحكم لا يخضع للأسف للهوى والضلال، مثلما لا يخضع أيضا للصراخ والعويل، إنما لضمير من حكموا بالأدلة والبراهين، التي ضاعت، ويبدو والله أعلم، أن اللهو الخفي، يعود من جديد، أليس من المجدي التوجه للنقض؟ قالوا: نقض إيه اللي انت بتقول عليه!! لابد من محكمة الثورة، يعني محاكمة ثورية، فقلت ما دام الأمر كذلك، لماذا ارتضينا أصلا بالمحكمة الطبيعية أكثر من عام كامل؟ هل للتريث ..أم أننا كنا نختبر أنفسنا، إن لم ينفع حكم المحكمة الطبيعية، ننزل التحرير، ونطالب بالثورية!! وعلام كان الانتظار من البداية؟ وعندي من الجرأة أن أسال: هل يحاكم متهم مرتين؟ يا سيدي لاتتسرع فلست فلولا، ولا أمتلك إلا راتبي، أجب سؤالي، ودعك من المهاترات، هل يحاكم متهم في قضية واحدة مرتين؟، ثم هل من المقبول الآن، المطالبة بمحاكمة ثورية، بعدما قالت المحكمة حكمها، الذي ارتضته وضميرها، وماذا أمتلك أنا أوأنت إن كنت تمتلك ما يعدم المخلوع، لماذا انتظرت، ألم يكفك عاما ونصف العام للتحرك؟ أم أنك تذكرت الآن أن هناك شهداء، واكتشفت أن هناك أمهات ثكلي تريد القصاص، ما كنا ارتضينا بالمحكمة، من البداية، وما كنا انتظرنا بالميمنة، بل كان الإصرار طريقا واضحا حينها للمطالبة بالمحاكمة الثورية، هل هو الكسل؟ أم الانصياع؟ أم الزهق؟ وأين كان المرشحون للرئاسة حينها، ولماذا الآن يطالبون بمحكمة الثورة، أفهمني رحمك الله علام يزايدون؟ ولماذا اختاروا ترشحهم، ثم كان ما كان، وفجأة اكتشفوا أن المجلس الرئاسي هو الحل؟ وأين كان هذا المجلس؟ أثناء خوضهم انتخابات الرئاسة؟ وهل لأن الحظ لم يحالفهم نزلوا التحرير للبحث عن دور؟ هل هبطت فكرته فجاة ؟ يبدو أننا على موعد لانهيار أكثر قوة، وأشد تعقيدا، فالكل غاضب، والكل صار هو القاضي، والكل أصبح هو الرئيس القادم، والكل يرى نفسه في موقع الرئيس، ولو من باب مجلس رئاسي ، فلا أنا صرت مقتنعا بحكم محكمة، ولا صار عندي يقين إلا بمن رشحته للرئاسة، وتنحى جانبا، فلابد أن أذهب للتحرير، لعل مرشحي يصبح بطلا شعبيا، ولعلني أفوز معه بمنصب قيادي،على الأقل، أعتلي منصة القضاء، ولماذا لا أعمل قاضيا؟ وما المشكلة في قراءة 600 ألف صفحة في قضية وليس 60 ألفا، ومن غير قراءة، ودون دراسة، أحكم بما يرضيني أنا، وأرشح من أقتنع به أنا وسيفوز، لسبب بسيط: أن مصر، لم تعد تستوعب، إلا من رشحته أنا ، ولم يعد فيها إلا شخصي أنا. ثم ماذا بعد؟ تعددت الآراء والانهيار واحد، وسنعود ياصديقي للمربع الأول، كن سعيدا، فالفرقة تسعد بها الأوطان وتزيد من تماسك الأبناء، وتهزم من حولنا الأعداء، وتجمع كل الأصدقاء والأحباب.. اللهم فاشهد.. على كل من يمزق وطنا، يختارون له كل طلعة شمس ، طريقا جديدا، حسب ميولهم وأهدافهم، فلا الوطن عاد مهما، ولا الطريق الذي اتفقنا عليه صار مجديا، المهم والنافع فقط، هو الطريق الذي يوصلني لما أريد وما أريده كرسي رئاسة، حتى ولو كان مجلسا رئاسيا، ممن لم يحصلوا على اختياري، واختيارك، يكفيك يا صديقي ويكفيني، أنهم اختاروا لنا، وتناسوا أننا لم نعد نقنع باختيارغيرنا لنا ، فمتى يرحمون ارتفاع مؤشرالضغط لدينا، وفي سبيل الله، يتركوننا واختيارنا؟ [email protected] المزيد من مقالات أيمن عثمان