جاهد أنور محمود زناتي واجتهد في فضح المؤامرات والمخططات الإسرائيلية الرامية لطمس معالم مدينة القدس وتهويدها عبر آليات منظمة, وذلك في دراسته المهمة بعنوان تهويد القدس.. محاولات التهويد والتصدي لها من واقع النصوص والوثائق والاحصاءات.. الجهد الواضح للكاتب تمثل في التوظيف المحترف للرقم والصورة والوثيقة لإثبات عروبة القدس الشريف والعلاقة العارضة لبني اسرائيل بالمدينة المقدسة. ان مقارنة الوضع التاريخي للعرب في فلسطين بالوضع التاريخي لليهود فيها تظهر بلا أدني شك أن امتلاك العرب لفلسطين قد بدأ قبل خمسة أو سبعة آلاف عام, ولم ينقطعوا عنها في يوم من الأيام, حتي يومنا هذا, انه أقوي امتلاك راسخ في تربة هذه الأرض, في حين ان الممالك اليهودية الصغيرة قامت لفترة محدودة من الزمان ثم تلاشت قرونا طويلة, ولم تظهر إلا اخيرا عام1948 من خلال الاستعمار البريطاني والمساعدة الأوروبية الأمريكية ولا عبرة للوعد الالهي المقدس الذي اختفي عدة قرون دون أن يعبأ به التاريخ. آليات التهويد بدأت منذ الأيام الأولي بعد حرب1967, حيث الاعلان عن توسيع بلدية القدس وانشاء احياء يهودية وقيام شركة اعمار الحي اليهودي بعملية تهجير السكان العرب منها, حتي الوصول لمخطط شارون الذي يقضي بإقامة المزيد من المستوطنات لاستيعاب مليون يهودي في اطار طوق استيطاني محكم علي مدينة القدس. وما أشبه اليوم بالبارحة فمنذ فترة قريبة اصدرت وزارة الدفاع الإسرائيلية قرارا عنصريا يمنع علي الفلسطينيين المقيمين بالضفة الغربية البقاء فيها ويقضي بتهجير الآلاف منهم فيما عرف بقرار منعه التسلل ويالها من عنصرية, ومع التهجير بدأت قرارات سحب هويات الفلسطينيين المقدسيين وحرمانهم من حقهم الشرعي في الاقامة بالقدس, وتلا ذلك قرارات الغاء الادارات العربية بالقدس القديمة ومصادرة اراضي الفلسطينيين إلي بروز مشروع القدس الكبري الاستيطاني الي ان جاء عام1980 وبالتحديد في30 يوليو منه حين اعلنت إسرائيل ابتلاع القدس وضمها اداريا وسياسيا بقرار من الكنيست الإسرائيلي واعلان توحيدها وجعلها عاصمة لدولتهم. اليوم تمارس كل ألوان طمس الهوية العربية للقدس المحتلة, من أعمال حفر لا تنتهي قرب المسجد الأقصي, لإزالة لافتات عربية ووضع أخري عبرية مكانها, واطلاق اسماء عبرية علي الشوارع, وهدم منظم للاثار الاسلامية, وبناء كنس يهودية ومستوطنات علي أنقاضها الي ان بقي بيد العرب14% من القدس بينما تحتل الكتل الاستيطانية32% والباقي54% تحت سقف وسيف الاستيطان الاستعماري الصهيوني.. فهل يتحرك العالم لنصرة القدس؟ صادر عن مركز دراسات الوحدة العربية.