كتبت سارة العيسوي: أكد التقرير السنوي للبنك الدولي والذي يقيس مدي التقدم في بلوغ الأهداف الانمائية للألفية, وذلك بعد مرور10 أعوام علي اعلان البنك عن هذه الأهداف انه طرأ تقدم كبير في تنفيذ أهداف الألفية رغم التحديات والمصاعب التي يتم مواجهتها. وأشار التقرير الي انه بالرغم من الأزمة التي اجتاحت العالم فإن هدف تخفيض نسبة السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر وهو الهدف الأول من الأهداف الانمائية للألفية أصبح وشيك التحقق في عدد من الدول النامية, فنجد أن قارة آسيا والتي يعيش بها أكثر من يقل دخلهم عن1.25 دولار في اليوم تحقق تقدما ملحوظا في هذا المجال, إلا أن منطقة إفريقيا جنوب الصحراء لاتزال بعيدة عن تحقيق هذا الهدف وهي أعلي المناطق في معدلات الفقر, كما جاء التقدم بين الدول في احراز هذا الهدف متباينا فهناك49 دولة من أصل87 دولة تتوافر عنها البيانات تسير علي الطريق الصحيح تجاه تحقيق الهدف الخاص بتقليل معدلات الفقر. ويصنف التقرير مصر ضمن الدول التي يتراوح نسبة من يعيشون فيها تحت خط الفقر الي مابين2 9.9% وتتضمن معها في هذه الفئة دول المغرب العربي( تونسالجزائر المغرب) وكذلك روسيا وإيران والبرازيل. ويشير التقرير الي ان مشكلة توافر المعلومات لاتزال تلعب دورا كبيرا في عدم القدرة علي التعرف علي المستويات والنسب الحقيقية لمعدلات الفقر وتطورها في كثير من الدول النامية, وبالتالي يكون من الصعب وضع البرامج المناسبة لمعالجة مشاكل الفقر. ويشير التقرير الي ان الدول النامية استطاعت تحقيق معدلات نمو مرتفعة برغم الأزمة العالمية وذلك علي خلاف كثير من الدول المتقدمة, حيث ارتفع نصيب هذه الدول من الناتج المحلي العالمي بأكثر من1% ليصل الي43.3%, كما انخفضت التجارة في كل مناطق العالم باستثناء منطقة جنوب آسيا, وتمثل الدول النامية الآن33% من صادرات السلع و21% من صادرات الخدمات. وفيما يتعلق بالهدف الثاني للألفية, وهو الخاص بالتعليم الأساسي يشير التقرير الي تحقيق تقدم في هذا الهدف, حيث كانت نسبة القيد في التعليم الأساسي7 من نحو10 أشخاص في الدول النامية, وهناك بعض الدول حققت نسبة قيد كامل في التعليم الأساسي, وصنف التقرير مصر ضمن الدول التي حققت نسبة التزام بالتعليم الأساسي تصل الي أكثر من95%, ودخلت معها في هذه الفئة دول مثل البرازيل وشيلي وتركيا والجزائر, وبالنسبة لهدف الاستدامة البيئية يشير التقرير الي انه رغم ارتفاع كفاءة اقتصادات معظم الدول في استخدام الطاقة مما أدي الي تخفيض الانبعاثات لكل وحدة من اجمالي الناتج المحلي إلا أن متوسط نصيب الفرد من هذه الانبعاثات لايزال مستمرا في الارتفاع. فبينما ارتفعت نسبة الأشخاص القادرين علي استخدام مصادر مياه نقية, حيث ان65% من البلدان النامية علي الأقل تسير في الاتجاه الصحيح نحو تخفيض نسبة الأفراد الذين لا يمكنهم الحصول علي مياه شرب نظيفة. ويشير التقرير الي ان مصر من ضمن الدول التي تتراوح نسبة حصول السكان فيها علي مياه شرب نظيفة الي مابين90 99%, بينما تصل هذه النسبة في منطقة جنوب إفريقيا لأقل من50%. ويشير التقرير الي ان الأهداف الأخري للألفية, ومنها المساواة بين الجنسين, وتمكين المرأة, وخفض وفيات الأطفال, وتحسين صحة المرأة, ومكافحة الأمراض, واقامة شراكة عالمية من أجل التنمية, كل هذه الأهداف تشهد تقدما ملموسا يسعي البنك الدولي الي زيادته وتقديم دعم أكبر للتقدم في هذه الأهداف.