يد باطشة اطلقت رصاصة غادرة اخترقت قلب الشاب ومزقت احشائه وهو يتوسل ويقسم ويطلب السماح له بالكلام.. ولكن البيه الضابط صم عنه اذنيه وتغلظ قلبه وعاجله برصاصة أودت بحياته. ليكون ذلك الشاب سطر في كتاب حمل الكثير من المآسي لرجال أقسموا انهم في خدمة الشعب ورحل الشاب محمد ولم يتبق منه سوي الذكري ولكن ذكري تشهد وتقسم علي استمرار نزيف الدم علي يد حماة الوطن الذين نصبوا من انفسهم القاضي والجلاد في ذات الوقت ومات الشاب لتظل الحقيقة حائرة بين القتل العمد علي يد الضابط لتصفية الحسابات وبين كون القتيل مجرما وحاول الإفلات فعاجله الضابط برصاصة أنهت حياته!! أصل الحكاية بدأت في مدينة بني سويف عندما انطلقت اصوات الصراخ والعويل من منزل محمد حمدي عبدالتواب30 سنة الجزار بالسلخانة واختلطت الأقاويل وانطلقت الشائعات وتسابقت خطوات اسرته مع خطوات اهل القرية وهرولوا إلي حيث يوجد القتيل الشاب محمد ووجدوه ملقي علي الارض وحوله نزيف من الدماء وتعالت اهات والده العجوز وصراخ زوجته الشابة ووالدته وزادت اصوات العويل عندما تبين ان الشاب لقي مصرعه علي يد معاون مباحث قسم شرطة بني سويف وكاد الاب المكلوم ان يفقد عقله ماذا فعل ولدي كي ينال ذلك المصير. لم يكن مجرما او سفاحا او قاطعا للطريق كان يجري علي قوته ويسابق الزمن لتوفير لقمة العيش لوالديه وزوجته كان يعد الايام والساعات حتي يأتي مولوده الاول للنور بعد عناء تسع سنوات من الانتظار كان متلهفا ومشتاقا لأن يكون أبا وهاهو القدر قد اختطفه قبل مولد ابنه بأيام! احداث واقعة القتل كمايرويها احمد بكري مرسي30 سنة صديق المتوفي أن شابا من مدينة بني سويف كان يتشاجر مع عمه خلف المدرسة الثانوية العسكرية واستغاث العم بأصدقائه ومعارفة لضرب ابن شقيقه وثارت دماء الغيرة في عروق شقيق معاون مباحث قسم شرطة بني سويف فكيف يتجرأ ذلك الرجل ويجلب رجالا من خارج المنطقة لاستخدامهم في المشاجرة وتساءل هل رجال المنطقة ماتوا ولا إيه ووجه السباب والشتائم للرجل وهدده أنه سوف يلقن أي شخص غريب تطأ قدماه ارض المنطقة علقة ساخنة ولم يستجب العم لتهديدات شقيق الضابط واحضر سيارتان ربع نقل مكدسن بالرجال من قرية سنور وانهالوا ضربا علي عبدالرحمن شقيق الضابط معاون المباحث وكادت الصدمة تفتك بالشقيق فكيف يحدث له ذلك وشقيقه معاون المباحث وعلي الفور اتصل بشقيقه وأخبره ان كرامته دهست في المنطقة ولابد من إحياء وجهه أمام الجيران والأصحاب وجاء الضابط وتمكن من ضبط عدد من المتهمين ودفعهم داخل سيارة الشرطة ويضيف شقيق القتيل انه كان يجلس مع القتيل محمد عند محل عصير بجوار المدرسة الثانوية العسكرية عند منتصف الليل وعندما هما بالانصراف قابلا زميلهما وليد زكي الذي كان يستقل دراجة بخارية فاستعارها محمد منه لإحضار زوجته من عند والدها وتوجه معها لإحضار طعام العشاء واثناء عودته استوقفه معاون المباحث أحمد زين العابدين وطلب من محمد ركوب سيارة الشرطة بالقوة وطلب منه محمد ان يسمعه ويسأله عن سبب القبض عليه إلا أن الضابط نهره ورفض ان ينقده محمد بكلمة واحدة ثم اطلق عليه الرصاص لاعتقاد الضابط ان محمد وراء ضرب شقيقه. ويضيف صديق القتيل ان محمد عندما سقط مضرجا في دمائه قامت سيارة الشرطة بنقله إلي المستشفي العام وتركوه امام باب الطواريء وانصرفوا. ويضيف حسام الدين كمال47 سنة موظف بالطب البيطري وزوج عمة القتيل ان المستشفي العام وجد ان حالة محمد خطيرة وقرروا نقله إلي مستشفي قصر العيني وتبين عدم وجود اماكن خالية بالعناية المركزة بها فقام اللواء زكريا ابوزينة مدير المباحث في بني سويف بالتوسط ونقل محمد الي مستشفي الشرطة بالعجوزة الا انه فارق الحياة داخل المستشفي. أما ناريمان قرني49 سنة ربة منزل والدة المتوفي قالت ابني كان ذاهبا لإحضار العشاء لزوجته الا ان الضابط أصر ان يركب معه سيارة الشرطة وعندما رفض اطلق عليه الرصاص دون ذنب اقترفه أريد حق ابني دم ابني لن يضيع هدرا وراحت تنادي عليه بأعلي صوته لعل المستحيل يحدث ويعود إليها من مقبرته. زوجة محمد الشابة انحشرت الكلمات بداخلها فهي لاتزال تحمل بين احشائها جنينا سوف يخرج للنور بعد أيام وراحت تتساءل ماذا سأقول لابني لماذا قتل أبوه لماذا أطاح ذلك الضابط بأحلامنا وآمالنا قد عشنا تسع سنوات تجرعنا فيها مرارة انتظار الولد وهل من المعقول والعدل انه قبل ان يأتي الولد يموت أبوه علي يد ضابط شرطة كان زوجي ينتظر مولودة الأول ويستعد لاستقباله بالذبائح وبدلا من ان تنحر الذبائح ذبح هو علي يد الضابط. الشهود اكدوا انهم رأوا الواقعة بأعينهم وأن سيارة الشرطة وقفت ونزل منها الضابط والمخبرون لتفتيش شباب المنطقة وتصادف مرور محمد واستوقفه الضابط ووضعه داخل السيارة وقال له محمد عاوز اكلمك كلمتين ارجوك اسمعني الا ان الضابط سبه وقال له بالحرف الواحد بخش جوة انا جاي ليك أنت مخصوصا انا هربيكو وأخرج السلاح وقال ادخل السيارة لحسن اضربك فرد محمد بالله عليك هاقولك كلمة واحدة, فقام الضابط بإطلاق الرصاص عليه وأكدت ذلك الكلام فتاة كانت تسير بالصدفة في الشارع وشاهدت الواقعة. اما الرواية الاخري التي يرويها رجال امن بني سويف أن اللواء عطية مزروع مدير المباحث تلقي اخطارا بمقتل شاب متهم في العديد من القضايا علي يد معاون المباحث أثناء محاولته الهرب بعد القبض عليه في مشاجرة بين عائلتين. التحريات أكدت حدوث مشاجرة بين أسرتين واستعان أحد اطراف الشجار بأهليه واستنجد الاهالي بالشرطة وقامت بتفريق الطرفين والقبض علي عناصر الشجار وكذلك القبض علي الشاب محمد حمدي عبدالتواب الذي تصادف وجوده بجوار المشاجرة. وعندما حاول الإفلات من معاون المباحث أحمد زين العابدين حدثت بينهما مشادة كلامية وخرجت رصاصة من مسدس الضابط واستقرت في قلب الشاب. أمر المستشار حمدي فاروق المحامي العام الأول لنيابات بني سويف بضبط وإحضار الضابط وسماع أقوال الشهود وتقرير الطب الشرعي ولاتزال الحقيقة تائهة.