يبدو أن شخصية الحاكم في مصر, وغيرها من دول العالم الثالثة, ثابتة ولا تتغير برغم عوامل الزمن والتحضر. فمهما تبدلت الانظمة في هذا العالم الذي سيظل ثالثا, فإن الاستئثار بالرأي والسلطة يظلان ملمحا رئيسيا من سمات الحكم. واذا عرجنا علي مصر. هذا البلد الذي يشهد ديمقراطية فضائية تبثها البرامج الحوارية فقط, فان جماعة الاخوان تضيق ذرعا بالمعارضة, ولا تتحمل انشطتها التي طالما شاركت فيها زمان. وكان لدي النظام السابق اذرعة وارجل وادمغة تستطيع التحاور مع المعارضة وترويضها إذا جاز التعبير, حتي وصفها الإعلام وقتذاك ب المعارضة المستأنسة.. ونجح صفوت الشريف باقتدار في لعب هذا الدور, مما أفسد الحياة السياسية قبل أن يظهر أحمد عز في المشهد السياسي الذي طرحه أرضا. ولكن يبدو أن جماعة الإخوان لم تتمرس بعد في لعبة الاستحواذ علي مقدرات وافكار المعارضة الجديدة التي تعلمت من المعارضة المستأنسة القديمة وأصبحت عصية علي الالتواء, خاصة في ظل انتشار البرامج الحوارية والفرصة السهلة في توصيل صوتها وارائها للمجتمع. ولنكن واضحين أكثر, فبرغم حدة الجدل حول برنامج المائة اليوم الرئاسي, فإن الإخوان والحرية والعدالة وأنصارهم علي السطح السياسي يرونه ناجحا تماما.. في حين ان المجتمع قبل المعارضة لا يعترفون بذلك, ومعهم كل الحق. ويكفي السير بالسيارة من ميدان التحرير الي مطار القاهرة, فلن تجد رجل مرور واحدا في الطريق. وواهم من يعتقد أن الناس تصدق عدم غلاء الأسعار, فالكهرباء والمياه في ارتفاع مستمر ولا يستطيع المواطن فك شفرات الفواتير. وكاد رغيف العيش يقترب من مساحة القرش زمان, فلا رقيب علي الافران. المصريون يريدون سلطة تعي مشكلاتهم وتصدق في حلها ولو بعد حين. المزيد من أعمدة محمد أمين المصري