كتب: سعد سلطان كان من الممكن أن تنتهي فعاليات مهرجان أغادير للسينما الأمازيغية مثلما يحدث عادة منذ6 دورات سابقة بتكريم الفائزين وإعلان القائمين علي المهرجان بنجاح تنظيمه. لولا أن فيلما مصريا قصيرا بعنوان' أمازيغ مصر' حرك الرمال الساخنة لدي كبار السينمائيين الأمازيغ المغاربة والجزائريين والضيوف الأجانب, عندما ارتسمت علامات الدهشة والحنين لأيام صنعت التاريخ العربي. داعب الفيلم أحلام لم الشمل الأمازيغي الممتد عبر الأقاليم والواحات والوديان من واحة سيوة المصرية وحتي بلاد المغرب العربي وجاء كاشفا لحياة الأمازيغ المصريين في واحة سيوة الذين ما زالو علي أمازيغيتهم' لغة وسلوكا ونمط حياة' للمخرج داوود حسن الذي يؤكد بعد عودتة من المغرب أنه استقبل وفريق عمله هناك استقبال الفاتحين بفضل إجادتهم الامازيغية, فلم يكن من المتوقع لدي الامازيغ المغاربة أن بمصر من يحافظ علي تلك اللغة بل ويتحدثها بطلاقة, ويضيف: لم استطع الاقتراب في الفيلم من عالم المرأة الأمازيغية في واحة سيوة حيث تحكمها التقاليد الصارمة, ولذا استعنت بباحثة أمازيغية ظلت معي طوال الفيلم تبحث عن أجدادها وأهلها وتكشف مع السيناريو المستور من الحكايات, وتزيد الدهشة حسبما تحدث معي مدير المهرجان رشيد بوقسيم بأن الأمازيغية التي ما لبثت منذ عام فقط أن ذاقت طعم الاعتراف بها كلغة رسمية في المغرب يسعدها تلك الاكتشافات الأمازيغية بمصر, وبأنها مازالت باقية ومتفاعلة ومتواصلة,ولذا قرر المشاركون والمنظمون الأمازيغ بأن تكون الدورة القادمة لمهرجان الفيلم الوطني الأمازيغي بالجزائر احتفالية كبري بأمازيغ مصر, وفي حضور كل رموز الفن الأمازيغي من واحة سيوة..!! وعلي هامش المهرجان بدا لافتا أيضا قيام السفارة الأمريكية بالمغرب بتمويل ورشة فنية ضمن الفعاليات في سابقة هي الأولي من نوعها علي صعيد تمويل المهرجانات السينمائية العربية..!!, ويشير هنا المخرج داوود حسن إلي أن الامازيغية مثل غيرها من التيارات تضم بعض المتشددين, وادركت من حواراتي المتعددة مع مغاربة وجزائريين أنهم يتحدثون عن كيان أمازيغي شامل جامع مانع' شامل الأمازيغ كلهم,جامع لهم من الشتات, مانع عنهم الاندثار والزوال' وهو أمر لا يسعي إليه الامازيغ المصريين حيث لا يزيد عددهم عن25 الف نسمة, ولقد تعايشت معهم أسبوعا كاملا في سيوة, وأدركت أن كونهم مصريين يغلب علي أي شيء آخر, وتبقي امازيغيتهم في صدورهم وقلوبهم تمدهم بالزاد والتقاليد الموروثة حينما تشتد الحاجة اليها. الناقد أشرف بيومي الذي شارك في فعاليات مهرجان الفيلم الأمزيغي بورقة عن'السينما المصرية بين ثورتين'..نفي هو الآخر الربط بين كون المهرجان يتعلق بالشأن الأمازيغي باعتبارهم أقلية, والتواجد الرمزي للسفارة الأمريكية من خلال ورشة فنية, فالحاصل أن الورشة استفاد منها المهرجان وتم إنجاز3 أفلام, وربما أراد القائمون علي المهرجان إيفاد رسالة بأنهم منفتحون علي ثقافة الآخر,وأن رسالتهم نحو تجميع الشمل الفني الأمازيغي المتناثر علي سفوح الجبال إلي النور والأبدية وإعادة صنع التاريخ ستظل مستمرة.