عبد المجيد الشوادفي بين الله عز وجل مكانة البيت الحرام في مكة وعدد مزاياه وفضائله باعتباره أول بيت وضع معبدا للناس بناه أبو الأنبياء ابراهيم وولده اسماعيل عليهما السلام ليكون مثابة للناس وأمنا لقوله سبحانه وتعالي إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدي للعالمين. والبيت العتيق أو المسجد الحرام أول قبلة ومكان عبادة علي وجه الاطلاق لأنه ليس في الأرض موضع بناه الأنبياء أقدم منه. ويؤكد الدكتور أحمد شحاتة استاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر أن الله سبحانه وتعالي عدد من مزايا هذا البيت العتيق مايستحق تفضيله علي جميع المساجد وأماكن العبادة لأنه أولها وقبلة الأنبياء وموطن الأمن والاستقرار لقوله تعالي ومن دخله كان آمنا.. وقد عزز الله سبحانه مكانة هذا البيت بوجود الآيات البينات وهي الصفا والمروة وبئر زمزم والحجر الأسود ومقام ابراهيم عليه السلام فقال الله عز وجل فيه آيات بينات مقام ابراهيم وفوق ذلك فقد خص الله سبحانه وتعالي البيت العتيق أو المسجد الحرام بجعله مركز الهداية والنور وفرض الحج إليه يأتيه المسلمون من جميع أقطار الدنيا تحقيقا لمعني ولله علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا وقوله تعالي ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات. ويري الدكتور أحمد شحاتة أن وجود البيت الحرام في الأرض القفراء يعد الضمانة المادية لصرف أطماع الكافرين بالاسلام والحاقدين عليه عن مكان هذا البيت ومكانته والذي يرمز الي استمرار وجود العقيدة الاسلامية وليس في أرضه مايغري أعداء الدين الي احتياج هذا الموقع أو القضاء علي معلمه الديني كما جري التفكير في ذلك أكثر من مرة منذ عصر أبرهة الأشرم وتوجهه الي مكةالمكرمة لهدم الكعبة وحتي الوقت الحالي.. وأن هذا الوادي المحروم من الماء والزرع قد وقع عليه اختيار الله سبحانه وتعالي ليكون موقعا لبيت الله الحرام والحج إليه كان لأغراض منها.. أن عقيدة الاسلام قصدت جعل الوادي القاحل مكانا لعبادة الحج للكشف عن حقيقة إجتماعية تتمثل في أن عناصر التقدم في المجتمع ليست محددة بمواطن الثروة المادية فقط ولكنها تحتاج الي الطاقة الروحية المتوافرة في العبادة المحضة لتغذية ارادة التعاون والتجمع واستمرار مكة مدينة حافلة بالحياة رغم كل الظروف والمعوقات المادية تأكيدا علي أن العامل الروحي والعقائدي من أساسيات التكوين المجتمعي وانطلاق مسيرة الحضارة البشرية.. وأن قدرة العقيدة علي استقطاب الرجال والنساء واجتذابهم لزيارة هذا الوادي المقدس وأداء فريضة الحج وهي وحدها التي تفسر احتفاظ مكة بوجودها الدائم والمستمر.