تشهد الكرة المصرية غدا يوما تاريخيا عندما تجري انتخابات اتحاد كرة القدم علي مقعد الرئاسة أو العضوية, وأيا كان الفائز بمقعد الرئاسة والمقاعد الأخري, كان الله في عون الجميع في قيادة سفينة الجبلاية خلال السنوات الأربع المقبلة في تلك المرحلة المهمة والحساسة, بعد أن مرت الكرة بظروف صعبة للغاية منذ أحداث بورسعيد الدامية, فمازالت حتي الآن تعاني من الخروج والهروب من النفق المظلم في ظل الملفات الشائكة الآن بين مطالب الألتراس بالقصاص أولا قبل أن تستؤنف أي مسابقة, ومخاوف الأمن وكيفية تأمين الدوري في ظل تلك الظروف الصعبة برغم المجهودات المضنية التي يقوم بها الأمن حاليا لعودة النظام إلي الشارع المصري, الذي عاني فوضي خلاقة ومنظمة إن جاز التعبير. وقد كنت أتمني شخصيا أن يستمر كل من هاني أبوريدة, ومحمد عبدالسلام في سباق مقعد الرئاسة مع الثلاثي إيهاب صالح, وأسامة خليل, وجمال علام, لما يمتلك أبوريدة وعبدالسلام من أفكار وخبرات كانتا من الممكن أن تنصب في النهاية لمصلحة الكرة المصرية, ولكن يجب ألا يبخلا بهذا الجهد وهما خارج مقعد الرئاسة, خاصة أن الرياضة المصرية والكرة بصفة خاصة تتطلب في الوقت الراهن كل جهود حثيثة من أجل أن تعود مسابقة الدوري الممتاز من جديد بعد أن دفعنا الفاتورة باهظة الثمن بسبب هذا التوقف من خروج المنتخب الوطني من تصفيات إفريقيا المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الإفريقية, ووداع حزين للزمالك لدوري أبطال إفريقيا, إلا أن الأهلي نجح في حفظ ماء وجه الكرة المصرية, خاصة أنه وضع قدما نحو التأهل لنهائي البطولة. المجلس المقبل لاتحاد كرة القدم يجب أن يتعامل بكل شفافية مع الرأي العام من دون وصاية علي أحد, لأنه مختار من قبل الجمعية العمومية, وعلي ضوء لوائح الفيفا أعطاه صلاحية كاملة للعمل من أجل الارتقاء بالكرة دون أي تدخلات من الحكومة, وأول شيء يجب أن يفعله المجلس المنتخب أن يعلن صراحة هل نحن علي استعداد كامل لاستئناف المسابقة بجميع درجاتها, وهل بالفعل انتهي اتحاد الكرة ووزارة الرياضة من الاشتراطات الأمنية التي وضعتها النيابة العامة من أجل الموافقة علي عودة النشاط الكروي. كلها أسئلة يجب أن يوضحها اتحاد الكرة المقبل, لأن أكثر الطرق لتحقيق النجاح هي الصراحة وإنكار الذات إذا أراد السادة المنتخبون أن يعملوا دون نقد أو يجبروا علي تقديم استقالتهم للخروج من مأزق الفيفا!! المزيد من أعمدة خالد عز الدين