رسولنا الكريم إمام الأنبياء والمرسلين محمد صلوات الله وسلامه عليه لن يستطيع أهل الأرض ولو اجتمعوا المساس أو مجرد الدنو من مقامه السامي, فقد اختاره رب العالمين ورفعه الي جواره في السماوات السبع قرب العرش المقدس . تحوطه الأنبياء والملائكة والقديسين, اختاره ورفعه وأعلي مقامه منذ خمسة عشر قرنا من الزمان, وطوال هذه القرون يوما بعد يوم يتضاعف أعداد المؤمنين والمسلمين ويزداد الإسلام قوة ومنعة وكل من يدرس الإسلام ويتفهم مبادئه يقتنع به ويهب نفسه لخدمته ولن تستطيع قوة في هذه الأرض الفانية أن تمس شعرة من قدم الرسول أو قوة الإسلام. ولكن المشكلة إنما تكمن في الجهل والتعصب الأعمي والمنافع الدنيوية الحقيرة ومنها العمالة ولولأعدي الأعداء, وهي لا تأتي إلا من الحقد الأسود والحسد المسموم وسوء السوية وسواد الصدر وانعدام الوطنية وكراهية الإنسانية, وبسبب هذه الجهالة والدنايا الرخيصة يحاول هؤلاء الأقزام الإساءة لمشاعر المسلمين وأحداث الفتنة والوقيعة والكراهية بين الأديان وفي داخل الوطن الواحد.. وهذا أقصي ما يستطيعون ولاشك أن أبلغ رد علي هؤلاء الهوام والجرذان هو ما تعلمناه من سيد المرسلين وما علمه رب العالمين قوله سبحانه ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم. والمؤمنون عند الله ثلاث درجات هم والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين, آل عمران:134].. فالذين يكتفون بكظم الغيظ هم أقل وأدني درجات المؤمنين ويعلو هؤلاء الذين يعفون عن الذين يسيئون إليهم, أما أعلي الدرجات عند الله والناس فهو الذي يدفع السيئة بالحسنة ويرد الإساءة بالإحسان, فيحول عدوه الي ولي وصديق حميم.. وهذا ما كان يفعله رسولنا العظيم في سلوكه ومعاملته حتي لأعدائه وكارهيه, ولن ننسي موقفه من كفار قريش يوم انتصر عليهم واكتسحهم ودخل مكةالمكرمة عزيزا مظفرا, فوقف بين يديه الكفار ترتعد فرائصهم وترتعش قلوبهم من المصير المحتوم الذي ينتظرهم بعد كل مافعلوه بنبي الله وصحابته, ولكن محمد صلي الله عليه وسلم صاحب القلب الكبير عفي عنهم وأطلق سراحهم, قائلا أذهبوا فأنتم الطلقاء. أما جار محمد صلي الله عليه وسلم اليهودي الذي كان يجمع روث بيته كل صباح ثم يذهب فيلقيه أمام باب النبي صلي الله عليه وسلم, وعندما يراه محمد صلي الله عليه وسلم يجمع الروث والنجس في صمت ويلقي به بعيدا.. ولكن فجأة انقطع الروث والنجس من أمام باب الرسول فسأل عن جاره فأخبروه أنه مريض, فذهب محمد صلي الله عليه وسلم بنفسه لكي يزور جاره اليهودي ويسأله حاجته لكي يقضيها له, وعندما رآه اليهودي بهت ولم يصدق عينيه وقال للنبي في دهشة أبعد كل ما فعلته وآذيتك تأتي بنفسك لكي تسألني حاجتي إنك لايمكن أن تكون بشرا وأنك نبي مرسل برسالة سماوية وأسلم الرجل ونطق بالشهادتين, وصار من أشد أنصار الرسول وأقرب صحابته. بهذه الأفعال والمباديء الجميلة انتصر الاسلام وغزا كل القلوب, وليس بالعنف ورد الإساءة مما يضاعف حجم الكراهية والخراب هذه هي تعاليم الإسلام, والتي يجب أن نتعلم منها ونسير علي هديها.. لا أن نخرب وطننا وندخل في صراع مع رجال الأمن.