في ذكري نصر حرب أكتوبر1973, تذكرت كلمات المطرب وديع الصافي في أغنيته الشهيرة عظيمة يا مصر, وهو يشدو: إذا مصر قالت نعم أيدوها.. وإن أعلنت ولاءها فاسمعوها, فمصر منزهة في الارب.. ومصر العلا وضمير العرب, يا رب بارك لمصر الحبيبة.. وكن معها في الليالي العصيبة. علينا كمصريين ألا ننسي في ظل الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية الجارية هذه الذكري العظيمة في الإعلام والفضائيات, في المدارس والجامعات, وأن نفخر بالدور البطولي لقواتنا المسلحة التي أشاد بها العالم, وقد كتب بعض الجنرالات من الجيش البريطاني: إن الدروس المستفادة من حرب أكتوبر تتعلق بالرجال وقدراتهم أكثر مما تتعلق بالآلات التي يقومون بتشغيلها, فانجاز المصريين هو عبقرية نتيجة مهارة القائد والضابط المصري المدرب تدريبا فائقا بكيفية الهجوم المفاجئ للطرف الآخر.. لابد أن يقرأ شبابنا التاريخ ولا ينساق وراء المعلومات المغلوطة والأفكار المشوشة, فمصر قوية بشعبها وجيشها, الذي استرد قناة السويس, واخترق خط بارليف خلال ست ساعات فقط من بداية المعركة, وغير مجري التاريخ بالنسبة لمصر والشرق الأوسط, وليعي شبابنا أن الشعب آنذاك كان قاسيا علي المقاتلين لاستعجال النصر, وكان الضباط والجنود يلتمسون العذر لشعب مصر العظيم بعد سنوات من الاحتلال, ويتدربون ويستعدون للحظة الحاسمة. علينا أن ننعش ذاكرة الأمة ويعي شبابنا أن نصر أكتوبر فتح الطريق إلي السلام ووضع نهاية لحروب استنفدت أرواح الكثيرين من أبنائنا, وهذا السلام لن يحميه سوي قواتنا المسلحة الدرع الواقية للوطن والمدافعة عن أرض مصر وأمنها القومي. علينا أن نزداد اعتزازا بالعسكرية المصرية العريقة وبرجال عبروا بمصر من الهزيمة إلي النصر, ورفعوا علم مصر الذي سيظل مرفوعا أبد الدهر, وضحوا بدمائهم وأرواحهم فداء للوطن, وعلينا أن نعتز بشعب عريق وقف دائما إلي جانب قواته المسلحة يباهي ببسالتهم, ويفخر بما يمثلونه من شرف العسكرية المصرية وبطولاتها. د. محبات أبو عميرة أستاذ العلوم التربوية بجامعة عين شمس