حرصا علي صحة أبنائنا جاءت تعليمات وزير التربية والتعليم بعدم استخدام تلاميذ رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية المحمول في المدارس استجابة لدعوات الكثير من الدراسات التي تدعو إلي عدم استخدامه لما هم دون سن الثانية عشرة. لما يترتب علي استخدامه من أضرار صحية واجتماعية, فقد أعلن تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن الموجات الكهرومغناطيسية في المحمول يمكن تصنيفها ضمن خمس فئات مختلفة تتفاوت مخاطرها بسبب طراز ونوعية الهاتف. وحذر التقرير الدولي من أن السرطان ليس إلا أحد الآثار السلبية للمحمول بالإضافة إلي الزهايمر, ولهذا نصحت المنظمة بمنع الأطفال ممن هم دون سن الثانية عشرة من استخدامه. تقول د. هبة سامي شكري مدرس الفسيولوجي بكلية طب قصر العيني أنه علي الرغم من أن آثار المحمول الصحية الضارة غير واضحة حتي الآن, إلا أن الأطفال هم أكثر الفئات تعرضا لهذه الأضرار لأن جهازهم العصبي مازال ينمو ولذلك سيكون تأثر أنسجة الرأس للطاقة أكثر خاصة مع طول فترة التعرض. فقد أشارت بعض الأبحاث إلي أن الإشعاعات المنبعثة من الهواتف المحمولة قد تؤدي لإسراع نمو ألياف الجسم البشري والتأثير علي وظائف المخ, لذلك فإن الأطفال معرضون للخطر بدرجة أكبر لأن جماجمهم أقل سمكا ولأن أجهزتهم العصبية غير مكتملة النمو, خاصة وأن الموجات الكهرومغناطيسية تتوغل أكثر في رأس الأطفال, مما يجعلهم أكثر عرضة للضرر بهذه الموجات مقارنة بالبالغين, فقد تبين أن مكالمة واحدة مدتها دقيقتان فقط يمكن أن تغير النشاط الكهربائي لدماغ الطفل لمدة تصل إلي ساعة, بالإضافة إلي أن موجات المكروويف تصل لعمق الدماغ وليس حول الأذن فقط, والأخطر بالنسبة للأطفال أن أدمغتهم مازالت في دور النمو والجمجمة رقيقة لأنها لم تكتمل بعد, ولهذا السبب يمكن أن يكون التعرض لحزمة ولو ضعيفة من هذه الموجات ضار بالأطفال لأن أنسجتهم يمكنها امتصاص الموجات ثلاث مرات أكثر من البالغين. وقد أظهرت البحوث والدراسات أن مزاج الطفل وقدرته علي التركيز يمكن أن تتأثر نتيجة استخدام المحمول. لذلك تري د. هبة سامي أنه لا ينبغي للأطفال في أعمار تقل عن8 سنوات استخدام المحمول علي الإطلاق, كما يجب إبقاؤه بعيدا عنهم, وذلك لأن الآثار المتولدة عن طاقة الموجات الكهرومغناطيسية يمكن أن تؤثر عليهم, وأنه يجب توضيح مخاطر المحمول للأطفال, وإذا كان لديهم جهاز وهناك ضرورة لاستخدامه فلابد من تقليل مدة المكالمات أو استخدمه في حالات الطوارئ فقط, مع الحرص علي استخدام سماعات الأذن لأنها تقلل كمية الطاقة التي تتعرض لها الدماغ بنسبة98%, ولكن من المهم إبقاء الجهاز بعيدا عن الجسم. ويقول د. أحمد يحيي عبد الحميد أستاذ علم الاجتماع بجامعة قناة السويس أن بعض أولياء الأمور يري أنه لا ضرر من استخدام الأطفال للمحمول ماداموا يستخدمونه في حدود المعقول, بل إنهم يرون أن له أهمية مع الأبناء رغبة منهم في الاطمئنان عليهم, ويعتبر بعض الطلاب المحمول ضرورة اجتماعية ولم يعد من الكماليات. ولكنه يري أنه أصبح مشكلة العصر خاصة للطلاب الصغار حيث أن استخدام الموبايل من قبل طلاب المدارس قد ألهاهم عن دراستهم وكان سببا في انخفاض التحصيل العلمي وهذه نقطة مهمة تحتاج للفت نظر الأهل والمدرسة, بالإضافة إلي أن انتشار الموبايلات مع الصغار يجعلهم يتطلعون إلي أشياء مادية أكبر من سنهم مما يؤثر في متتطلباتهم المستقبلية التي ستكبر قبل أوانها, إضافة إلي أن الانتشار الكبير للموبايلات بين صغار السن يعد من السلبيات لأن وجوده في متناول أيديهم يجعل المجال متاحا لهم للتعامل مع التقنيات الحديثة بشكل سلبي, فعن طريقه قد يتمكن الأطفال من استخدام الانترنت بدون رقابة مما يمكنهم من دخول مواقع لا تناسب سنهم, كما أن الانتشار الكبير للموبايل جعل وجوده من الكماليات الضرورية للصغار, حيث يسعي للحصول عليه بأي طريقة إما عن طريق الضغط علي الأهل أو بأي طريقة أخري.