جاء الاعلان عن زيارة مرتقبة للرئيس محمد مرسي لدولة الإمارات, ليضع حدا فاصلا بين مرحلة الترقب والتوجس التي سيطرت علي مشهد العلاقات المصرية الاماراتية لفترة طويلة,وبين مرحلة استعادة المسار الطبيعي لعلاقات استراتيجية يدرك الجانبان مدي أهميتها وشكلت زيارة وزير الإعلام صلاح عبد المقصود الي دبي الاسبوع الماضي, والتي تم في ختامها الإعلان عن الزيارة الرئاسية المرتقبة, أحدث حلقات التقارب المصري الاماراتي التي توقفت فعليا منذ زيارة رئيس الوزراء الأسبق عصام شرف لأبوظبي منتصف العام الماضي.. وعلي الرغم من أن زيارة وزير الإعلام, لم تكن تتضمن في جدول أعمالها سوي لقاء مراسمي مع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي, نظرا لأن المكتب الاعلامي لحكومة دبي هو الجهة الداعية لوزير الاعلام والوفد المرافق له, من أجل تعزيز التعاون الاعلامي بين مصر ومؤسسة دبي للاعلام.. الا أن ما تم إنجازه في هذه الزيارة علي صعيد إعادة الدفء- المفقود لفترة طويلة- للعلاقات المصرية الاماراتية يؤكد أن ثمة بداية قوية لمرحلة جديدة للعلاقات بين البلدين.ولعل حرص وزير الاعلام علي الإعلان قبل مغادرته دبي عن زيارة الرئيس محمد مرسي للامارات, يعكس القناعة بأهمية تعزيز العلاقات بين البلدين, انطلاقا من عمقها التاريخي والاستراتيجي, خاصة ان الرئيس تلقي دعوة رسمية من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الامارات لزيارة أبوظبي نقلها وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد في زيارة خاصة للقاهرة من أجل تسليم الدعوة.. كما أن هناك دعوة أخري من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب الرئيس ورئيس الوزراء حاكم دبي لزيارة الإمارة. ولعل الحرص من الجانب الاماراتي علي تعزيز العلاقات مع مصر بدا واضحا كما يقول وزير الاعلام في اللقاءات التي عقدها في دبي, ولم يكن اللقاء مع الشيخ محمد بن راشد لقاء مراسميا ويتضح ذلك من مستوي المسئولين الذين حرص الشيخ محمد علي حضورهم اللقاء مع وزير الاعلام, وفي مقدمتهم الشيخ حمدان بن محمد بن راشد ولي عهد دبي والشيخ مكتوم بن محمد بن راشد نائب حاكم دبي الي جانب الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران والدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية.وفي هذا اللقاء أكد الشيخ محمد بن راشد ثقته في أن مصر ستظل كسابق عهدها قلب الأمة العربية ومساندة لقضاياها العادلة, فضلا عن ثقته باختيارات الشعب المصري الشقيق لقيادته, مجددا دعم الإمارات لمصر رئيسا وحكومة وشعبا, متمنيا للرئيس الدكتور مرسي النجاح والتوفيق في خدمة بلده و شعبه, وترسيخ أسس الديمقراطية والعدالة علي أرض مصر الشقيقة. ويشير وزير الاعلام الي أن الرسائل التي تلقاها الرئيس محمد مرسي من قادة الإمارات عكست تقديرهم للشعب المصري وحرصهم علي دفع العلاقات بين البلدين, دون الالتفات الي التصريحات غير المسئولة التي تصدر بشأن مصر والتي لا تعكس موقف دولة الامارات التي تقدر وتحترم ارادة الشعب المصري في تجربته الديمقراطية الرائدة. وقد يكون من المهم كشف النقاب عن أن اللقاء الذي جمع بين وزير الاعلام ووزير الدولة للشئون الخارجية الاماراتية لم يكن مدرجا علي جدول أعمال زيارة الوزير لدبي, وانما تم الاتفاق عليه أثناءها وبتكليف من وزير الخارجية الاماراتية الشيخ عبدالله بن زايد الذي تصادف وجوده في نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة, وذلك حرصا من الخارجية الاماراتية علي الاستماع الي رؤية الحكومة المصرية لسبل دفع العلاقات بين البلدين, وبالفعل حقق هذا اللقاء نتائج إيجابية بدت واضحة في البيان الصحفي الصادر عن وزير الدولة الاماراتي عقب اللقاء والذي أكد فيه عمق العلاقات بين الاماراتالمتحدة ومصر باعتبارها علاقات تاريخية واستراتيجية وأن الامارات حريصة علي تعزيز العلاقات مع مصر في مختلف المجالات. كما أن وزير الدولة الاماراتي ذكر عبر حسابه علي تويتر أن اللقاء الذي حضره وجمع بين الشيخ محمد بن راشد ووزير الاعلام كان طيبا للغاية للتأكيد علي متانة العلاقات المصرية الاماراتية.. بينما وصف اللقاء الذي جمعه بوزير الاعلام بالمتميز, وانه كان مناسبة لاستعراض جوانب العلاقة الاستراتيجية بين مصر والامارات والبناء علي ارثها التاريخي. وبدوره حرص وزير الإعلام خلال لقاء أجراه مع مجموعة من الجالية المصرية في دبي بمقر القنصلية المصرية بحضور السفير شريف البديوي قنصل مصر العام في دبيوالامارات الشمالية علي الإشارة الي أن العلاقات المصرية الاماراتية تتميز بالاحترام المتبادل والمودة, ولم تتعرض علي مر التاريخ الي حملات تراشق إعلامي مثلما حدث لعلاقات مصر مع بعض الدول العربية, وهو ما يؤكد خصوصية العلاقات بين البلدين.