يعيش أهالي حي ميت خاقان بمدينة شبين الكوم حالة من الحزن المصحوب بالذهول من هول المفاجأة فور علم الأهالي بمصرع كل من أحمد وجيه أبو أحمد وبهاء عبد العزيز زقزوق إثر إصابتهما بنيران القوات الإسرائيلية علي الحدود المصرية بمنطقة رفح. الأهالي لا يصدقون أن يخرج من بينهم من ينفذ عملية انتحارية بعد قيام الشابين بالتسلل إلي إسرائيل لتنفيذ إحدي العمليات الجهادية علي حد اعتقادهم- ضد جنود القوات الإسرائيلية لإعلاء راية الجهاد ونيل الشهادة. وقد أكد أحد أقارب الانتحاريين الذي رفض ذكر اسمه أنه يجب البحث عن الحلقة المفقودة التي جندت الانتحاريين من المنوفية أرسلتها إلي مسجد بمدينة نصر به أفكار متطرفة, حيث ظل الانتحاريان عاكفين به لمدة شهر قبل تنفيذ عمليتهما الانتحارية. وأشار إلي أنه تم تأهيلهما من خلال شرائط فيديو تحمل أفكارا جهادية وتم تكليفهما بأن تتم العملية علي مرحلتين وهي الخلاص من الدورية الأولي وانتظار الثانية حتي لقيا مصرعهما ويدفن معهما سر الجماعة الجهادية التي حرضتهما علي هذه الجريمة. داخل منزلين متواضعين بشوارع قرية ميت خاقان الضيقة كان يعيش أحمد وبهاء أولاد الخالة وهما من أسرة بسيطة لا يبدو عليها الثراء, وحياة أهلهما طبيعية كحياة باقي الحي إلا أن اعتناقهما لتلك الأفكار الجهادية أودي بحياتهما علي الحدود. الأول هو أحمد وجيه الذي انعم الله عليه بموهبة فطرية تمثلت بعذوبة في صوته ومن ثم اتجه لاحتراف مجال الإنشاد الديني في الحفلات والأفراح الإسلامية بعد أن أنهي دراسته الجامعية بكليه الآداب بجامعة المنوفية وأصبح أحد أبرز المنشدين بفرقة النور الإسلامية وفوجئت أسرته بعد حلول عيد الفطر الماضي بتغير في أفكاره وأصبح ينتهج منهجا غريبا إثر انضمامه إلي إحدي الجماعات الجهادية, وهو متزوج ولديه طفلتان رغد ووفاء كان يعمل مهندسا بإحدي الشركات ومنشد دينيا وكان يعشق الغناء, ولديه3 أشقاء هو أكبرهم ويهوي الكورة والبلاي إستيشن. أما بهاء فكان شابا من عائلة ملتزمة دينيا توفي والده د.عبد العزيز زقزوق الأستاذ بكلية الهندسة بجامعة المنوفية وتركه وحيدا علي4 شقيقات, وتزوج بهاء بعد تخرجه في كليه الآداب بجامعة المنوفية ورزقه الله بنجله عبد الرحمن- عامان- ومنذ عيد الفطر الماضي خرج أحمد وبهاء من البلدة وابلغا زوجتيهما بأنهما في طريقهما للمصيف حتي أنهما تركا هاتفهما المحمول ولم يقم كلاهما باصطحابه معهما في أمر يدعو للريبة وعلي مدي شهر كامل لم يعرف أحد من الأهل أو الأقارب شيئا عنهما حتي انقطعت جميع الأخبار. وأكد سكان حي ميت خاقان بمدينة شبين الكوم محافظة المنوفية معقل الإسلاميين بشبين الكوم أنهم فوجئوا بابني الحي ضمن منفذي الهجوم علي الحدود مع إسرائيل عبر شاشات التلفاز والفضائيات. وتحكي والدة بهاء صدمتها الكبري في ابنها الوحيد عقب وفاة زوجها فهو متزوج ولديه طفل ووالده متوفي وكان يعمل أستاذا جامعيا وتخرج في كلية الاداب جامعة المنوفية, ويروي فتحي محمود أحد أهالي الحي أن بهاء حكي لهم قبل سفره الأخير حبه للجهاد والزود عن الاساءات لرسول الله ودفاعه المستميت عن المسلمين في سوريا. وأكد فتحي أن بهاء توجه لشرم الشيخ ومنها إلي سيناء حيث نفذ الهجوم بمعاونة نجل خالته علي الدورية الاسرائيلية. وأكد الأهالي أنهم لن يهدأ لهم بال حتي يدفنوا ابني القرية بأيديهما ويواروا جسديهما التراب حتي تشفي غليل أهلهما بنظرة الودع لهما, وناشد أهالي حي ميت خاقان مؤسسات الأزهر والأوقاف بإعادة تأهيل خطباء المساجد والدعاة والتفتيش المستمر علي المساجد لنبذ تلك الأفكار الهدامة التي يحمل دعاتها أفكارا تبث سموما للشباب.