فوجئ سكان حى «ميت خاقان» بمدينة شبين الكوم محافظة المنوفية، بأن اثنين من منفذى الهجوم على الدورية الإسرائيلية، الجمعة الماضية، التى أسفرت عن مقتل جندى إسرائيلى وإصابة آخر، فضلاً عن مقتل المهاجمين، من نفس المنطقة، وهما أحمد وجيه أبوأحمد، وبهاء زقزوق، وأنهما من عائلة واحدة، وابنا خالة، حيث تعرف عدد من ذويهما على صورهما التى نشرت فى بعض وسائل الإعلام. جاء ذلك فى الوقت الذى أكد فيه أحد المواقع الجهادية أسماء اثنين من منفذى الهجوم على الدورية الإسرائيلية، وأكد أنهما أحمد وجيه أبوأحمد، وبهاء زقزوق، من منطقة «ميت خاقان» بمدينة شبين الكومبالمنوفية. «الوطن» انتقلت إلى الحى، والتقت والدة بهاء زقزوق التى أكدت أنها عاشت من أجله سنين تربيه عقب وفاة زوجها، وكانت تحلم أن يكون له شأن، إلا أن الفكر المتطرف خطف ابنها وقتله شر قتلة تحت مسمى «الجهاد». وبهاء عبدالعزيز زقزوق، 25 سنة، تخرج من كلية الآداب جامعة المنوفية، متزوج ولديه طفلان، ووالده كان يعمل أستاذاً جامعياً، وهو الابن الوحيد له على 4 بنات للعائلة. وقال أحد الأهالى إن «بهاء» لم يكن متشدداً فى الدين من صغره، ولم تظهر عليه ملامح السلفية الجهادية إلا فى آخر شهرين فقط، مشيرا إلى أن آخر مرة رآه قال له إنه سيذهب لسوريا ليجاهد فى سبيل الله. وقال مواطنون فى القرية إن بهاء هو الابن الوحيد للمرحوم الدكتور عبدالعزيز زقزوق، أحد أهم أساتذه الاجتماع بجامعة المنوفية، وحرص الإخوان على تجنيده إلا أنه ترك الجماعة أثناء الانتخابات الرئاسية، وتولى قيادة حملة «حازمون» وعقب عيد الفطر ترك المنوفية متوجهاً لشرم الشيخ للعمل، كما أقنع والدته بسفره بسبب وقوع مشكلة بسبب كثرة تردده على ابن خالته أحمد وجيه، واتهام أولاد خالته له بمحاولة تجنيده. أما أحمد وجيه أبوأحمد، 31 سنة، فهو متزوج، ولديه طفلتان، رغد، ووفاء، وكان يعمل مهندساً بإحدى الشركات، ومنشداً دينياً فى فرقة النور الإسلامية بقويسنا، حيث كان يعشق الغناء، ووالده مهندس وأمه مدرسة، ولديه 3 أشقاء هو أكبرهم، ويشهد له أهل القرية بحسن الخلق والاستقامة، وقال أحدهم إنه كان يلعب معنا الكرة، و«البلاى استيشن» ولم يكن ينتمى لأى تيار أو فكر. وقال والده المهندس وجيه أحمد إنه لم يعرف شيئاً عن نجله منذ أسابيع، ولديه تعليمات بعدم التصريح بشىء حتى لا يؤثر ذلك على سير التحقيقات. ونفس الشىء أكدته أسرة بهاء زقزوق التى رفضت الإدلاء بأية تصريحات أو معلومات عن نجلهم الذى اختفى فجأة وسمعوا نبأ مصرعه مثلهم مثل باقى المواطنين، وتم استدعاؤهم للتعرف على الجثة تمهيداً لدفنه. ولكن مرسى عبدالخالق «خال الشابين» قال ل«الوطن» إنهما راحا ضحية جماعات تروج لفكر منحرف، سيطرت على عقولهما فى فترة زمنية وجيزة جداً، داعياً الدولة بكل مؤسساتها لمحاربة هذه الأفكار المنحرفة. وأكد عبدالخالق أن بعض المساجد تروج لهذا الفكر المنحرف، وهى من اختطفت «بهاء وأحمد» من كنف أسرتهما لتلقى بهم فى غياهب الفكر المنحرف، مشيرا إلى أنه تم تجنيدهما من قبل شخص يدعى «إياد قنيدى» مسئول جماعة أنصار بيت المقدس الجهادية عن طريق النت. يذكر أن حى ميت خاقان كان قرية ثم تحول إلى أحد أهم أحياء عاصمة المنوفية بعد عقود من الإهمال والاضطهاد من جانب النظام المصرى، وذلك بقرار جمهورى عام 1970 وهو يحتوى على أكثر الأماكن حيوية بالنسبة للمدينة منها «مجمع المواقف وكليات الزراعة والتربية وجزء كبير من البر الشرقى ومنشآت جامعة المنوفية». وكان ميت خاقان معقلاً للجماعات الإسلامية المناهضة للنظام، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين، التى كانت تقود وجه بحرى من خلاله، حيث إن لها كوادر هامة مثل الحاج فرج النجار الذى كان يمثل أحد قادة التنظيم فى وجه بحرى، وظل هارباً من النظام نحو 22 عاماً، منذ عهد الرئيس عبدالناصر، وعاد للظهور فى فترة السادات، ومؤخرا شهدت القرية مصادمات بين الشرطة والأهالى فى انتخابات عامى 2000 و2005 وساهم انتشار التيار الإسلامى بها بشكل كبير فى إسقاط ابن عم الرئيس مبارك لصالح مرشح الجماعة قبل الثورة. وأخرجت ميت خاقان، عدداً من الشخصيات الهامة وهم الوزير ناجى شتلة وزير التموين الأسبق، واللواء فؤاد علام، الرئيس السابق لجهاز أمن الدولة، ولعل من المفارقات الكبيرة أن ابن عمه محمود أمين علام كان من أهم كوادر جماعة الإخوان أثناء وجوده كنائب لرئيس الجهاز. كما أن معظم شباب ميت خاقان يعمل فى أوروبا وخصوصاً إيطاليا أو الخليج، ولكنها فيما يبدو ما زالت تحتفظ ببعض الفكر المتشدد الذى يحمله بعض شبابها وشيوخها. وعاد الحى مجدداً مقترنا باسم اثنين من منفذى الهجوم على الحدود المصرية الإسرائيلية، وهما الشابان أحمد وجيه وبهاء زقزوق.