قد يرتكب الزوج جريمة قتل زوجته انتقاما لشرفه, لكن أن يقتل الأب ابناءه فهو الجنون بلا شك, فالجريمة التي شهدتها منطقة اوسيم بقيام سائق بقتل زوجته وطعن ابنته عدة طعنات لقتلها هي قمة الجنون. فالأب ترك عمله منذ عام واسودت الدنيا في عينيه ليصاب بمرض نفسي جعله يريد أن يتخلص من كل من يحبهم ومن اقرب الناس إليه حتي يريحهم من مشقة الحياة, وعذاب الفقر في مشهد ماساوي لن تنساه ابنته ذات الثماني سنوات التي ترقد بالمستشفي تصارع الموت وابنه الذي يبلغ من العمر خمس سنوات الذي شاهد دماء امه وشقيقته تسيل أمام عينيه. عصام سائق التاكسي كان يعيش حياه هادئة سعيدة مع زوجته التي ارتبط بها منذ عشر سنوات وانجبت له خلال تلك السنوات مريم(8 سنوات) ومحمد(5 سنوات) ومرت بهم الحياه بحلوها ومرها إلي أن تدهورت احوالهم المعيشية منذ عام تقريبا عندما ترك عمله مثل الكثير من الحرفيين وأصحاب المهن بعد احداث الثورة ليجد نفسه غير قادر علي الانفاق علي اسرته وتتحول النعمة التي كان يستمتع بها هو و أسرته الصغيرة إلي نقمة وعبء ثقيل لم يصبح قادرا عليه وهذا ما لم يتحمله عقله حتي أصيب الأب بمرض نفسي منذ شهرين تقريبا ويضطر اشقاؤه إلي نقله لإحدي مستشفيات الامراض النفسية وكانت الزوجة مثل أي زوجة مصرية أصيلة تعشق بيتها تحملت زوجها وأبت ألا تتركه وقررت أن تعيش معه علي الحلوة والمرة وتصبر معه حتي خرج من المستشفي وتمرضه بالمنزل وتذهب معه للطبيب إلي يوم الأحد الماضي حيث كان موعده مع الطبيب النفسي الذي يتابع حالته المرضية وحضرت والدته وذهبت بصحبته ومعها زوجته الي الطبيب ثم عادوا وانصرفت الأم الي منزلها وبقي عصام مع زوجته وطفليه بالمنزل, ليفاجأ اشقاء الأب باتصال هاتفي من الأبن الأصغر أحمد ويقول لهم ماما ماتت وما لبث حتي التقط الأب منه الهاتف وطلب منهم الحضور لدفن زوجته وابنته, وهو ما لم يصدقه اشقاؤه وهرولوا إلي منزل شقيقهم ليجدوا الزوجة غارقة وسط بركة من الدماء وبها أكثر من82 طعنه نافذة بجسدها وذبح بالرقبه, وإلي جوارها ابنتها مريم تغرق في دمائها, والأب يهذي بكلمات غير مفهومه مشيرا إلي انه قتلهما وتخلص منهما, ليصاب الجميع بحالة من الذهول.. لا يصدقون ما يشاهدونه ووسط حالة من الصراخ تجمع الجيران وحاولوا نقل الزوجة إلي المستشفي إلا أنها كانت قد فارقت الحياة أما ابنتها مريم فقد كان القدر بها رحيما وتمكن الأطباء من انقاذ حياتها, وقد قام الرائد عطية نجم الدين رئيس مباحث أوسيم بالقبض علي الزوج, وامرت النيابة بعرضه علي الطب النفسي للتاكد من سلامة قواه العقلية وصرحت النيابة بدفن جثة الأم في نهاية مأساوية ومازالت مريم تصارع الموت داخل المستشفي أما الأبن الضغير أحمد فأصيب بحالة نفسية سيئة بعد أن اصبح يتيما فجأة, وبعد أن كتب الأب نهاية مأساوية لأسرته الضغيرة بدماء الأم وطفلته مريم.