بعد اختياره من بين ثلاثة مرشحين, رئيسا للتحالف الحزبي الحاكم في اثيوبيا الجبهة الثورية الديمقراطية لشعوب إثيوبيا خلفا لرئيس الوزراء الراحل مليس زيناوي, سيؤدي هيلي مريام ديسالين47 عاما اليمين الدستورية أمام البرلمان يوم8 أكتوبرالمقبل ليشغل رسميا منصب رئيس الوزراء. واسم هيلي ماريام مأذخوذ من لغة الجيز الاثيوبية القديمة ويعني قوة سانت ماري, واسم والدهد يسيلين يعني في اللغة الأمهرية, لغة إثيوبيا الرسمية منذ القرن الثالث عشر أنا سعيد. ولدماريام في منطقة بولوسو سور بجنوب البلاد وفيها تلقي تعليمه دون الجامعي قبل أن يحصل علي بكالوريوس الهندسة المدنية في جامعة أديس أبابا عام.1988 ثم عمل لسنتين مساعدا في الدراسات العليا في معهد( أرا مينش) لتكنولوجيا المياه, وفاز بمنحة إلي فنلندا حيث حصل علي الماجستير. واشتغل بعد عودته في عدد من المؤسسات العلمية لمدة13 عاما وترقي خلالها فصارعميدا لمعهد تكنولوجيا المياه. ومع الغموض الذي يحيط بشخصه وفكره وسياسته, يحرص هيلي مريام علي أن يبقي أفراد أسرته بعيدا عن الأضواء, فلا تذكر التقارير عنها شيئا سوي أنها تضم ثلاثة أبناء أكبرهم بنت تدرس في جامعة أديس أبابا, وأن زوجته تعمل في أحد المكاتب الحكومية. وقبل أن يختاره زيناوي عام2010 وزيرا للخارجية ونائبا له, لم يكن اسم ماريام ساطعا في سماء السياسة ولا ضمن الحرس العسكري القديم, ففي مطلع الألفية الثالثة انطلق في مضمار السياسة عضوا ثم نائبا لرئيس ثم رئيسا لحزب الجبهة الديمقراطية لشعوب جنوب اثيوبيا أحد الأحزاب الأربعة التي تشكل تحالف الجبهة الثورية الديمقراطية للشعوب الاثيوبيةالحاكم الذي أمسك بزمام السلطة عام1991. ويشير المراقبون إلي أن هيلي مريام الجنوبي البروتستانتي الذي لم يقاتل في صفوف الجبهة الثورية الديمقراطية للشعوب الاثيوبية, سيواجه عدة تحديات في بلد يمسك فيه المتمردون السابقون من أقلية تيغري المنحدرة من شمال البلاد, مقاليد الحكم الحقيقية في مجتمع أغلبيته من الارثوذكس, بالإضافة إلي تحديات أخري خارجية منها ملف مياه حوض النيل ومحاولة الحفاظ علي هدوء العلاقات مع دول الجوار, وقراءة التطورات الاقليمة التي لن تكون بلاده بمعزل عنها.