تواصل الصداقة وتعميق التعاون وتطوير التنمية المشتركة بين الدول العربية والصين, كان هو العنوان الأبرز للمنتدي الاقتصادي والتجاري الصيني العربي في دورته الثالثة الذي انعقد أخيرا في مقاطعة نيغيشيا في شمال غرب الصين. المنتدي الذي شهد افتتاح فعاليته أكثر من7000 مشارك من المسئولين الصينيين والدوليين والعرب افتتحه نائب رئيس مجلس الدولة الصيني لي كتاشنغ وحضره كل من رؤساء افريقيا الوسطي وغينيا الجديدة لكن الحدث الأبرز فيه هو مشاركة المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين برئاسة مديرها العام محمد بن يوسف الذي وقع اتفاقية مع الجانب الصيني شملت تنظيما مشتركا لمنتدي التعاون للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والعربية والصينية سنويا في مدينة ينشوان عاصمة مقاطعة نيغيشيا خلال دورات المنتدي الاقتصادي والتجاري وذلك ابتداء من العام المقبل, كما تهدف الاتفاقية إلي نقل وتوطين التكنولوجيا والصناعة الصينية إلي الدول العربية. وأقيم علي هامش المنتدي عدة فعاليات لعل أهمها معرض الاستثمار والتجارة الدولي الذي جذب العديد من المسؤولين ورؤساء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وغرف التجارة والصناعة ورجال وسيدات الأعمال في كل من الجانبين. وشهد المنتدي معارض للأطعمة الحلال ومنتجات المسلمين والمنتجات الزراعية, كما أقيمت عدة ندوات بين الصين والدول العربية في مجالات التنمية التحتية والاستثمار والتجارة والمالية والزراعة, بالاضافة إلي مهرجان الفنون والثقافة العربية الصينية كما انعقد مؤتمر عن الطاقة, وكذلك اجتماع لجمعيات رابطة الصداقة العربية الصينية وخلال هذا العام تم اطلاق آلية دولة ضيف الشرف للمرة الأولي وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة التي ضم وفدها أكثر من113 مشاركا لحضور المنتدي برئاسة الشيخ لبني القاسمي وزيرة التجارة الخارجية. وأكد نائب رئيس مجلس الدولة الصيني لي كتاشنغ خلال كلمته أن الاقتصاد العالمي يواجه صعوبات كبيرة في تحقيق الانتعاش وأن ضغوط الانكماش قائمة غير أن كثيرا من دول العالم اسرعت خطواتها لإعادة الهيكلة والابداع والابتكار لمواجهة التحديات, وأشار إلي أن الصين باعتبارها واحدة من أكبر البلدان النامية سوف تعمل علي إعادة استراتيجيتها وتوسيع الطلب المحلي من خلال تحديث الزراعة والصناعة, الأمر الذي سيحقق النمو والاستقرار والمزيد من الفرص التنموية لدول العالم الأخري. وأكد انفتاح بلاده علي آسيا الوسطي ومنطقة الشرق الأوسط لفتح اسواق جديدة وذلك من أجل تعزيز التعاون الاستراتيجي والتبادل المشترك للاسراع بخطوات التكامل الاقتصادي. وأوضع أن التعاون بين بلده والعالم العربي هو تعاون استراتيجي قوي منفتح وشامل ومتعدد الأبعاد وسوف يشهد مستقبلا واعدا وجذابا. وكانت تصريحات محمد بن يوسف مدير عام المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين ل الأهرام تتناغم مع طرح نائب رئيس مجلس الدولة الصيني حيث أكد بن يوسف أن العلاقات التاريخية والمتينة التي تجمع الجانبين قائمة علي روابط الصداقة والمحبة والاحترام المتبادل والقيم المشتركة هي مؤهلة للحديث عن إيجاد فرص مناسبة ووسائل ممكنة في سبيل تطوير القدرات الصناعية والتكنولوجية والاقتصادية علي ضوء التجربة التي اكتسبتها الصين وادماج هذه الخبرات بتجارب مختلف دول المنطقة والذي من شأنه المساهمة في وضع اطر للشراكة الاستراتيجية. وأضاف أن الصين والعالم العربي يعملان سويا لمواجهة التحديات وهي معقدة وصعبة, وذلك من خلال منتدي التعاون العربي الصيني الذي تم تأسيسه عام2004 وأصبح احدي أهم تجارب التعاون الدولي الرائدة ذات الآليات المتعددة التي تغطي جميع المجالات والتي تشكل أطرا للتنسيق والتعاون بين الجانبين, مشيرا إلي أن حجم التجارة البينية بين العرب والصين ارتفع من36 مليار دولار عام2004 الي أكثر من200 مليار دولار عام2011 ومن المتوقع أن يرتفع الرقم الي300 مليار دولار خلال السنتين المقبلتين. وعلي الجانب الثقافي فقد ناقش المنتدي من خلال عدة جلسات تطوير التعاون الثقافي وسبل تعزيز المهرجانات العربية الصينية وقد شاركت من مصر د. كاميليا صبحي وكيل أول وزارة الثقافة للعلاقات الخارجية, حيث أكدت أن المشاركة جاءت لمواصلة تعميق وتعزيز التبادل والتعاون في المجال الثقافي بين الجانبين وتجويد الحوار بين الحضارتين وتفعيل مشروع تبادل الترجمة والنشر للمؤلفات العربية والصينية وكذلك تنظيم الزيارات المتبادلة لدي مسئول الثقافة لدي الجانبين بهدف إجراء التوأمة والتعاون بين الجهات المختصة بالشأن الثقافي ومنه الالكسو ونظيرتها الصينية وكذلك التعاون في نطاق المكتبات ومنها المكتبة الوطنية الصينية ومكتبة الاسكندرية. -- [email protected]