الحمامات تونس محمد مطر: تنسيق وتعاون, تبادل وتكامل, تقارب وتفاهم, تناغم وتآخ, تعايش وتحاور, استيراد وتصدير, تكنولوجيا وتطوير, تجارة وصناعة, ثقافة وفنون, آداب وإبداع.. تلك كانت أهم المفردات التي ترددت خلال الاجتماع الوزاري لمنتدي التعاون العربي الصيني الذي انعقد أخيرا بمدينة الحمامات التونسية تحت شعار تعميق التعاون الاستراتيجي ودعم التنمية المشتركة, والذي افتتحه الرئيس التونسي المنصف المرزوقي, والأمين العام لجامعة الدول العربية د. نبيل العربي, بحضور أكثر من18 وزير خارجية عربيا, ووزير خارجية الصين, والعديد من مسئولي المنظمات العربية والإقليمية. المنتدي الذي تم إنشاؤه خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني هو جينتاو لمقر جامعة الدول العربية عام2004, تنص آلياته علي عقد اجتماع علي مستوي وزراء خارجية الجانبين مرة كل سنتين بالتناوب, حيث عقدت الدورة الأولي بمقر الجامعة العربية في سبتمبر2004, وها هي تنعقد الدورة الخامسة بتونس والتي أسفرت عن مذكرة التفاهم الخاصة بالتعاون في مجال الصحة, وكذلك مذكرة تفاهم بين المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين والمصلحة العامة لمراقبة الجودة والتفتيش بالصين. ارتفع حجم التبادل التجاري بين الجانبين من8 مليارات دولار أمريكي عام1998 إلي نحو133 مليار دولار عام2008, أي بزيادة16 ضعفا خلال عشر سنوات, وبلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين عام2011 نحو196 مليار دولار, ويسعي الجانبان لرفع حجم التبادل التجاري بحلول عام2014 إلي300 مليار دولار. وزير خارجية الصين يانج جيتشي أكد أن الجانبين بذلا خلال الأعوام الماضية جهودا ملموسة لدفع الشراكة الصينية العربية إلي الأمام,وأضاف أن الصداقة الصينية العربية ترجع إلي زمن بعيد, وهي تزداد قوة ومتانة وازدهارا مع مرور الأيام, وفي السنوات الأخيرة, ظلت الصين والدول العربية تقفان جنبا إلي جنب في السراء والضراء.الصين وعلي لسان وزير خارجيتها أكدت دعم الخيار الاستراتيجي للدول العربية لتحقيق السلام الشامل والعادل في منطقة الشرق الأوسط, وفقا لقرارات الأممالمتحدة, ودعم إقامة الدولة الفلسطينية.وأكدت أهمية الدور المهم الذي تلعبه الجامعة العربية لحل الأزمة السورية. من جهته, دعا د. نبيل العربي, الأمين العام لجامعة الدول العربية, إلي عقد قمة بين الجانبين, مؤكدا أن مسيرة التعاون العربي الصيني ستصبح أكثر عمقا وستزداد آفاقها رحابة في ظل وجود الإرادة والرؤية الواضحة لدي الطرفين. وهذا ما أكده وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو, حيث قال: إن هناك أوجه كثيرة للتكامل بين الجانبين, وزيادة التبادل التجاري, والتنسيق في مجالات التعاون المختلفة, موضحا أن العالم العربي هو الشريك السابع في التبادل التجاري مع الصين, وهناك فرص عديدة لزيادة هذا التبادل إلي أرقام عالية. الثقافة الصينية كانت في قلب المنتدي, حيث أكد الجانبان مواصلة تعميق التبادل والتعاون في المجال الثقافي,وهنا طلب الجانب التونسي علي لسان وزير خارجيته الدكتور رفيق عبدالسلام من الجانب الصيني, افتتاح معهد كونفوشيوس في تونس. هكذا انعقد المنتدي في ظل تحولات عميقة ومتسارعة تشهدها المنطقة بحكم تطلع شعوبها إلي المزيد من الحريات والإصلاح الديمقراطي والتنمية, وبدا المنتدي وكأنه إطار نموذجي لتعزيز لغة التواصل والحوار والتعاون, يدعو إلي تكريس روح الابتكار والإبداع, ويعمل علي مغازلة العقول من أجل إيجاد سبل جديدة تحسن وتثري من تطوير العلاقات العربية الصينية.