كتبت حنان المصري: لم يكن يتخيل المهندس الإيطالي الشهير أنطونيو لاشياك الذي قام بتصميم ميدان محطة الرمل منذ عام1887 أن يصبح الميدان الأشهر في الإسكندرية وأهم وأجمل ميادين المحافظة وقبلة الأهالي والسائحين عنوانا لكل هذا القبح. ميدان محطة الرمل أصبح الآن في قبضة البلطجية والباعة الجائلين الذين حولوا ملامحه التاريخية إلي سوق عشوائية يتسم بالقبح لباعة الاواني البلاستيكية والنظارات والمنتجات الجلدية الذين افترشوا ساحات الميدان, واحتلوا قضبان الترام ببضاعتهم وعزف المواطنون عن استخدام الترام في غياب تام للأمن. والميدان يشابه العديد من الميادين الأوروبية لذلك فهو قبلة لأهالي الإسكندرية وزوارها من السياح العرب والأجانب باعتباره منطقة جاذبة للزائرين, حيث تحيطه المحال التجارية الشهيرة والتي تقع في أهم شوارع عروس البحر مثل شارعي سعد زغلول وصفية زغلول ويتوسط ساحة الميدان ترام محطة الرمل الذي يعتبر أول وسيلة نقل جماعي في مصر وإفريقيا, وبالقرب من الميدان تقع القنصلية الإيطالية التي يتردد عليها المئات من المواطنين والأجانب يوميا فيكون الميدان قبلة للزيارة والاستمتاع به. هذا هو ميدان محطة الرمل حتي وقت قريب أما الآن ومنذ أكثر من عام تغيرت الأوضاع, وضاعت ملامحه التاريخية الرائعة وسط الفوضي والبلطجة والتشوه المتعمد من عشرات المواطنين الذين نجحوا في تحويله إلي سوق عشوائية. أما الكارثة الكبري فهي قيام العديد من أصحاب السيارات الملاكي وأحيانا الأجرة والنقل بتحويل الميدان العريق إلي جراج لإيقاف سياراتهم ساعات طويلة, وأصبح الميدان ساحة مباحة لمن يريد.