الجرائم الجماعية.. أصبحت لغزا تنفرد به محافظة المنيا, فالجريمة التي استيقظت عليها قرية دير عطية صباح يوم الجمعة قبل الماضي بالعثور علي جثث3 من أطفال القرية داخل جوالين في الترعة المجاورة . اعادت الي الأذهان والذاكرة ملف جرائم القتل الجماعي التي اشتهر بها مركز بني مزار بالتحديد حيث شهدت قري المركز جريمة قتل10 من الرجال والنساء والأطفال في اليوم الأخير من عام2005 والتمثيل بجثثهم اثناء نومهم في منازلهم بقرية شمس الدين, وهي جريمة أثارت الرأي العام خاصة بعد براءة المتهم الوحيد في القضية وعدم تقديم أي متهمين في القضية حتي الآن, ثم جريمة قرية أبو العباس التي راح ضحيتها أم وأطفالها الثلاثة قام أحد الجيران بذبحهم أثناء سرقته الماشية, وفي بني مزار أيضا كانت الجريمة التي ارتكبها أمين شرطة منذ شهور قليلة يقتل بناته الثلاث بلدغهن بثعبان الكوبرا للتخلص منهن. وجرائم جماعية عائلية أخري شهدتها مدينة المنيا عندما قام مدرس بقتل أطفاله الثلاثة بذبحهم ثم أشعل النيران في المسكن بعد خلافات مع زوجته ونفس الجريمة ارتكبها موظف يقوم بأعمال السحر بذبح أطفاله الثلاثة انتقاما من زوجته بعد أن هددته بالطلاق منه والزواج من آخر. هذه الجرائم الجماعية علي سبيل المثال وليس الحصر جعلت السؤال يطرح نفسه من جديد: لماذا ننفرد المنيا بهذا النوع من الجرائم سواء كانت الجرائم داخل محيط الأسرة او خارجها. الجريمة الأخيرة التي شهدتها قرية دير عطية كشفت عن مفاجأة من العيار الثقيل وهي أن مرتكب الجريمة خال أحد الأطفال وتربطه صلة قرابة بالطفلين الآخرين ولم يتحمل والد المتهم وهو جد أحد الأطفال الضحايا, فقد هزته هذه المفاجأة وتوفي حزنا وكمدا وألما فالقاتل أبنه والقتيل حفيده. الحادث الغامض ألقي بظلال من الحزن علي أبناء القرية بعد اختفاء3 أطفال في عمر الزهور في ظروف غامضة وبعد يومين من اختفائهم تم العثور علي جثثهم داخل جوالين في ترعة بالقرب من القرية, وتنتشر الشائعات في القرية كما يسري النار في الهشيم.. الخوف انتاب الأهالي من وجود عصابات خطف وقتل الأطفال لسرقة الأعضاء, امتنع الأهالي عن ارسال أطفالهم الي المدارس, وراح الجميع يسأل.. من القاتل.. ولماذا الانتقام من الأطفال؟ بعد4 أيام من البحث الجنائي المتواصل تمكنت الشرطة من كشف غموض الجريمة واهتزت القرية من هول المفاجأة.. القاتل هو أقرب الناس للضحايا بل هو خال أحدهم حتي أن نسوة القرية أصبحن يرددن الخال والد ولا قاتل؟ وراح المتهم يعترف امام فريق البحث الجنائي بارتكابه الحادث تفصيليا امام المقدم محمد الصاوي رئيس مباحث المنيا. قال المتهم مصطفي محروس عبد الحكيم33 سنة سائق يعمل علي سيارة ربع نقل ملك والده وهو حاصل علي معهد فني.. علمت أن زوج شقيقتي عماد توفيق محام حصل علي مبلغ100 ألف جنيه اتعاب في قضايا تعويض فراودني الشيطان لابتزازه من أجل الانفاق علي المخدرات وعلاقاتي النسائية, بالاضافة الي علمي بأن أحد أقاربي ويدعي علي فرغلي لديه قطعة أرض زراعية يقوم بتقسيمها وبيعها أرض مبان فقمت باستدراج الأطفال الثلاثة حيث كنت أعلم برغبتهم في تعلم قيادة السيارة وبعد أن استقلوا معي السيارة ذهبت بهم مساء يوم الخميس قبل الماضي الي منطقة نائية وكان معي جولان من البلاستيك فطلبت منهم التسابق في لعبة النط وهم داخل الجوال وبعد أن قام السائق بوضع نجل شقيقته في جوال والطفلين الآخرين في جوال قام بربط الجوالين ثم القي بالأطفال وهم داخل الجوالين في ترعة السيخة وهم أحياء وعندما حاول نجل شقيقته الاستغاثة به بعد أن اخرج رأسه من الجوال بعد اصطدامه بصخرة علي جانب الترعة رفض الخال المتهم انقاذه حتي لاينكشف أمره وفشلت محاولة الطفل في النجاة ليلحق بزميليه. وأثناء قيام فريق من النيابة برئاسة هشام السيد مدير نيابة مركز المنيا باجراء المعاينة التصويرية للحادث كان هناك ضحية رابعة للحادث حيث توفي والد المتهم72 سنة قهرا وحزنا بعد علمه بأن ابنه هو القاتل.