رغم انه حدث ثقافي سينمائي مهم الا ان مهرجان الاسكندرية السينمائي افتقد القدرة علي التواصل مع المجتمع السكندري, حيث جاء تقليديا مثلما كان في الدورات السابقة من حيث التنظيم والشكل المعتاد لاقامة فعالياته, والتي تناست الهوية السكندرية. الشيء اللافت للنظر دائما في المهرجانات السينمائية التي تحمل اسم محافظة هو غياب الكرنفالات الاحتفالية التي تطوف الشوارع, في محاولة لنشر الثقافة السينمائية بين مواطني المحافظة, من خلال مشاهدة الافلام التي وصلت عددها نحو 80 فيلم لاول مرة في مهرجان الاسكندرية وهذا يحسب لرئيسة د.وليد سيف. وقد جاء تنسيق قاعة الندوات غير موفقا لتعارضه مع شكل القاعة و كان من الافضل ان توضع منصة الندوة في عمق القاعة حتي لا تتعارض مع دخول وخروج الحاضرين. هذا الوضع الخاطئ بجانب المشاكل الكثيرة في اجهزة الصوت دفع الكاتب محفوظ عبد الرحمن في اثناء الندوة الخاصة بحقوق الانسان التي حضرها السيناريست ناصر عبد الرحمن والمخرج المغربي عز العرب العلوي والمخرجة السورية واحة الراهب الي الغضب من الضوضاء القادمة من خلف المنصة, والذي قال فيها محفوظ عبد الرحمن ان حقوق الانسان بدأت مع بداية الانسانية الا ان التنظير لهذه الفكرة جاء مع بدايات عصر النهضة مشيرا الي ان السينما الغربية اهتمت بهذا الجانب في اعمال كثيرة بعكس السينما العربية. وأضافت ان مؤسسة السينما السورية منعت عرض فيلمها رؤي حالمة في المهرجان, لتناوله قضية الانفصام الموجود في المجتمعات العربية والاصرار علي الحرية وبدونها لن تتحرر الشعوب. وقد جاءت فكرة اقامة ندوات عن حقوق الانسان وكذلك منح العديد من الفنانين الذين قدموا اعمالا سينمائية تنتصر لحقوق الانسان جوائز في لفتة طيبة من رئيس المهرجان. وقد عرضت تجارب سينمائية مختلفة تحت عنوان سينما خارج المألوف, وهي المرة الاولي الذي يسعي فيها المهرجان لعمل قسم خاص بهذا الشكل. منذ اليوم الاول والمركز الصحفي يعاني من قلة الامكانات التي توفر للصحفيين والاعلاميين ارسال التغطية الخاصة بالمهرجان لعدم توافر اجهزة الكمبيوتر والانترنت والاكتفاء بجهاز واحد هزيل للغاية. وتأخرت المطبوعات الخاصة بالمهرجان ليومين بما فيها جدول عروض الافلام والندوات مما ادي الي استياء البعض.