تظل ثورة 30 يونيو التى يحتفل بها الشعب المصرى غدا، هى أكبر ثورة شعبية على مر التاريخ؛ شارك فيها أكثر من 30 مليون مواطن ضد حكم الفاشية الدينية التى لم يتحملها الشعب لأكثر من عام، بعد قفز الجماعة فوق نجاح ثورة يناير وتصدرها المشهد تارة بالإرهاب وأخرى باستقطاب القوى السياسية؛ حتى تحقق لهم ما أرادوا، فقد كان هدفهم هو الاستئثار بالسلطة والتمكين من مفاصل الدولة، لتأسيس دولتهم التى لا تؤمن بحدود الوطن أو بالانتماء لترابه، وبعدها أقصوا الجميع حتى من تحالفوا معهم من عاصرى الليمون وسرعان ما تكشف وجههم القبيح وأصبحت الدولة المصرية تحت سلطة مكتب الإرشاد بل سارعت الجماعة الارهابية بتقسيم الغنائم وتوزيع المناصب، فالبلتاجى يرغب فى السيطرة على الداخلية وإعادة هيكلتها، والشاطر يريد إنشاء ميليشيات على غرار الحرس الثورى الايرانى لحماية الجماعة وتأمين سلطتها فى الحكم، فضلا عن الإعلان الدستورى المشئوم؛ مرورا بلبيك يا سوريا، ومحاولة تغيير هوية الوطن واستدعاء قوى الإرهاب للتشارك معهم؛ كل ذلك جعل المصريين يخرجون بالملايين ضد حكم المرشد حفاظا على دولتهم وتأكيدا لهويتهم؛ وهو ما استجابت له القوات المسلحة بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسى الذى كان وزيرا للدفاع حينئذ، والذى سارع بحماية إرادة الشعب، فالقوات المسلحة الوطنية لابد أن تنحاز الى الشعب ضد تغول السلطة وديكتاتورية الإدارة، وهو ما حدث فى دول عربية أخرى فيما بعد؛ ولكن أرجو ان يتضمن الاحتفال دوما بثورة 30 يونيو من كل عام عرضا للجرائم المروعة لهذه الجماعة الارهابية، حتى لا ننسى ما فعلوه بالوطن، فهذه الجماعة لم تعرف سوى لغة الارهاب وسوف تظل. [email protected] لمزيد من مقالات مريد صبحى