الجبير: نريد تجنب الحرب بأى ثمن.. وترامب يدعو دول العالم لحماية ناقلاتها النفطية
فى الوقت الذى أعلنت فيه واشنطن عقوبات جديدة «مشددة»على النظام الإيرانى أمس، وصل مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكية إلى السعودية، حيث أجرى محادثات مع العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز، وولى العهد الأمير محمد بن سلمان، فضلا عن عدد من المسئولين السعوديين حول التهديد الإيرانى المتصاعد فى المنطقة. وكشفت وكالة الأنباء السعودية عن أنه جرى «استعراض العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقتين خلال اللقاء، ومستجدات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة تجاهها». ونقلت عن العاهل السعودى لدى مصافحته بومبيو قوله «أنت صديق عزيز». من جانبه، أكد بومبيو، فى تغريدة على تويتر عقب اللقاء، أنه ناقش مع الملك سلمان تصاعد التوتر فى المنطقة، والحاجة لتعزيز الأمن فى مضيق هرمز بعد الهجمات الأخيرة على ناقلتى البترول فى خليج عمان. وكان بومبيو قد صرح ، قبيل مغادرته واشنطن للتوجه إلى السعودية والإمارات، بأنه سوف يبحث مع الجانبين سبل «ضمان المواءمة بين المواقف الاستراتيجية، وكيفية بناء تحالف دولي»، واصفا الدولتين الخليجيتين بأنهما «حليفتان كبيرتان فى التحدى الذى تطرحه إيران». وشدد على أن الولاياتالمتحدة تريد إجراء محادثات مع طهران حتى مع فرض عقوبات اقتصادية «كبيرة»جديدة عليها. ومن باريس، حذر وزير الدولة السعودى للشئون الخارجية عادل الجبير إيران من مزيد من العقوبات إذا واصلت طهران «سياساتها العدوانية» وقال الجبير، فى تصريحات لصحيفة «لوموند» الفرنسية، إن «إيران ستدفع الثمن، إذا واصلت سياساتها العدوانية». وتابع «نريد تجنب الحرب بأى ثمن مثل الأمريكيين، الإيرانيون هم من يتخذون قرار التصعيد». وأضاف «لا يمكنك مهاجمة السفن فى الخليج، ولا يمكنك مهاجمة خطوط الأنابيب، ولا يمكنك تزويد الجماعات الإرهابية كالحوثيين فى اليمن بالصواريخ الباليستية لتستخدمها ضد السعودية». ومن جانبه، قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إن على الدول الأخرى أن تحمى ناقلاتها النفطية فى الشرق الأوسط بما فى ذلك الصين واليابان. وأضاف على تويتر «لماذا إذن نحمى طرق الشحن لصالح الدول الأخرى لسنوات عديدة دون أى تعويض، مؤكدا أن على كل هذه الدول حماية سفنها فى رحلة لطالما كانت محفوفة بالمخاطر». فى المقابل، أوضح المبعوث الأمريكى الخاص بإيران براين هوك أن بلاده تعمل على منع إيران من محاولة «السيطرة على الشرق الأوسط»، من خلال فرض المزيد من العقوبات، والتى ستحرمها من نحو 50 مليار دولار. كما كشفت مصادر دبلوماسية عن أن واشنطن طلبت من مجلس الأمن أمس عقد جلسة مغلقة حول إيران. وفى طهران، قال حسام الدين آشنا مستشار الرئيس الإيرانى حسن روحانى إنه إذا أرادت الولاياتالمتحدة من إيران تقديم تنازلات تتجاوز بنود الاتفاق النووى المبرم عام 2015، فعليها تقديم حوافز تتجاوز تلك الواردة فى هذا الاتفاق، مشددا على أنه من المستحيل إجراء محادثات ما لم ترفع واشنطن العقوبات التى أعادت فرضها بعد انسحابها من الاتفاق العام الماضي. وقال آشنا على «تويتر» إن :«العرض الأمريكى بإجراء مفاوضات دون شروط مسبقة غير مقبول فى ظل استمرار العقوبات والتهديدات، إذا أرادوا شيئا يتجاوز الاتفاق النووي، فعليهم تقديم شيء يتجاوزها». فى الوقت ذاته، أكد عباس موسوى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن العقوبات الاقتصادية الجديدة التى فرضتها واشنطن على البلاد، لن يكون لها أى تأثير، موضحا أن بلاده ترحب بتخفيف التوترات فى المنطقة، ولا ترغب فى التصعيد. كما نشر وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف خارطة على «تويتر» تظهر دخول طائرة أمريكية بدون طيار من طراز «إم كيو9» إلى الأجواء الإيرانية فى 26 مايو الماضى لشن ضربات عسكرية. وأكد أن الطائرة بقيت نحو 20 دقيقة فى الأجواء الإيرانية، وتلقت ثلاثة تحذيرات. من جانبه، علق بومبيو على خرائط نظيره الايرانى بأنها تشبه «رسوم الاطفال». وحول ردود الفعل الدولية على العقوبات الأمريكية الجديدة، أكدت موسكو أنها غير قانونية، وأنها ستعمل مع شركاء البلاد للتصدى لها.وقال ديمترى بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن فرض العقوبات الأمريكية سيصعد التوتر، وأنه يتعين على واشنطن السعى للحوار مع طهران بدلا من ذلك. من جهتها، أعربت الخارجية البريطانية عن قلقها البالغ بشأن اندلاع حرب بصورة عرضية فى الشرق الأوسط.