تفاقمت حالة إنكار الواقع التى يعيشها الإخوان منذ ثورة 30يونيو بعد وفاة رئيسهم محمد مرسى الذى طويت معه صفحة الزيف التى كان قادتهم يوهمونهم بها بعناوين خادعة من عينة (الشرعية) و(مرسى راجع) وغيرها من أدوات تصدير خطاب المظلومية والبلاء. هذه الحالة من الشطط سولت لهم المضى فى سيناريوهات تخيلية تدور فى فلك نظرية المؤامرة التى اعتادوا تصديرها مع كل انكسار وهزيمة تلم بهم، فنراهم يروجون أكذوبة تفوح فجرا (بضم الفاء) بأن مرسى لم يمت موتة طبيعية وهو ما يزج بهم فى غياهب حالة ازدواجية يعيشونها طوال الوقت، فقد روجوا وقت اعتصام رابعة أن سيدنا جبريل يحمى المعتصمين لكنهم الآن لا يصدقون أن عزرائيل نزل فى المحكمة! وبنفس القياس هاجم الإخوان من لم يترحم على مرسى أو أظهر تشفيا بعد رحيله، لكنهم كعادتهم نسوا شماتتهم فى جنود مصر من الجيش والشرطة الذين ضحوا بأرواحهم فى مواجهة الإرهاب المدعوم من قياداتهم ومن دول تعادى الدولة المصرية. وجاء النجاح المبهر لافتتاح كأس الأمم الإفريقية بمثابة ضربة جديدة لهؤلاء، وكانوا قد وضعوا سريعا سيناريو لا يقل خيبة عن أعمالهم المعتادة لإحراج الدولة أمام العالم خلال الحفل ومباراة الافتتاح لكن خابت ظنونهم مع الاعتراف الدولى بحسن تنظيم مصر للبطولة تأكيدا لانطلاق قاطرة البناء والتنمية فى أنحاء الوطن على أنقاض مخلفات الدولة (الحجرية) التى خلفها الإخوان خلال عام من حكمهم. فبعد أن كانت مفردات (الثورة والاعتصام والمليونية) هى الأهم بين مفردات لغة المصريين فى زمن غابر أصبح (البناء والمدن الجديدة والتحول الرقمى والشمول المالى والميكنة) لغة الحوار السائد بين أبناء الوطن وهم يشهدون تلك التحولات الحضارية لتسهيل حياتهم. ولا يمنح الإخوان لأنفسهم الفرصة لمراجعة مواقفهم وقد اصطدموا بكل الأنظمة التى حكمت البلاد، فقد استسلموا لنوبة كراهية للوطن والمجتمع انعكاسا لصدمتهم فى المصريين الذين رفضوا دعواتهم للخروج على السلطة بعد أن انكشف أن ما تقوم به الجماعة لا يندرج تحت بند المعارضة التى تراقب وتساعد على الإصلاح بل تقودها نوازع انتقامية من الشعب الذى خرج فى 30يونيو . [email protected] لمزيد من مقالات شريف عابدين