لم يعد الإخوان يكتفون بالتربص والشماتة سواء فى شهداء الوطن أو فى أحوال الناس فى ظل إصلاحات اقتصادية ألقت بأعبائها على السواد الأعظم من المصريين بلا تفرقة، بل تجاوز أنصار الجماعة الإرهابية تلك السلوكيات المعادية إلى أفعال أكثر خزيا بالتشكيك فى عمل وأهداف السلطات الرئيسية فى البلاد، ومنها التشريعية والقضائية بنشر الأكاذيب والدعايات الفاجرة عنها. فقد جند الإخوان أبواقهم الممولة سواء عبر المنصات التليفزيونية أو عبر كتائب إلكترونية تقتات من نشر الشائعات وليّ الحقائق، للنيل من عدالة القضاء المصرى الذى اقتص من قتلة النائب العام السابق مصداقا لقوله تعالي: (منْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِى إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)، وجاء تنفيذ حكم الإعدام فى 9 من القتلة ليصعق أنصار الجماعة الإرهابية الذين أخذوا يسردون الروايات التى تنطق بالكذب ظنا بأنها تبرئ القتلة لكن على العكس انقلب السحر على الساحر. فمن بين ما أذاعه إعلام الإخوان لقاء مع والدة أحد القتلة اعترفت بصوتها بأن دور ابنها اقتصر على إرشاد القتلة عن منزل النائب العام الشهيد ظنا منها أنها تبرئه لكنها صدمت القائمين على تلك الأبواق من يروجون أن المحكوم عليهم ليسوا بالأصل من نفذ الجريمة! وبلغ التدليس الإخوانى مداه حين ادعى أحد المحامين المنتمين لتلك الجماعة أن القاضى الذى أصدر أحكام الإعدام (خصه بسر خطير) وهو أن الأحكام جاءت إليه جاهزة وليست له علاقة بها! حالة متأخرة من الجنون تعيشها الجماعة التى ألحق بها الشعب صدمة مبكرة حين رفض دعواتها للخروج على السلطة بعد أن انكشف أن ما تقوم به لا يندرج تحت بند المعارضة المشروعة التى تراقب وتساعد على الإصلاح بل تقودها نوازع انتقامية من الشعب الذى خرج فى يونيو 2013 . حالة إنكار الواقع التى يعيشها الإخوان ترشح المواجهة للاستمرار بين الشعب وجماعة منغلقة لها هيكل تنظيمى وأيديولوجى معقد لا مثيل له فى الأحزاب الثورية أو حتى شديدة التطرف. [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات شريف عابدين