هل الحالة السائدة داخل الوسط الرياضى الكروى فى مصر سواء على مستوى المسئولين بالأندية أو مشجعيها تعكس مناخا إيجابيا مطلوبا فى بلد يستعد لاستضافة بطولة قارية؟ دون تفكير أو محاولة البحث عن إجابة دبلوماسية تزيف الواقع، الإجابة هي: مصر لم تمر منذ دخول كرة القدم إلى ملاعبها بمثل حالة الاحتقان والتعصب التى نعيشها منذ شهور. الأمر الأكثر غرابة وإثارة للحيرة والغضب أن بعض المسئولين المنتخبين فى الأندية الكروية المنوط بهم الترفع عن السلوكيات الطائشة لبعض الجماهير نراهم أكثر سقوطا فى غياهب التعصب واستسلاما أمام فيروس التطرف الكروى اللعين، فماذا ننتظر بعد ذلك من مشجع يفتقد المسئول الرشيد فى ناديه؟ والأمر الأكثر خطورة فى تلك الظاهرة التى تتقمص صفة الوباء فى استشرائها حين تطل عليك من استديوهات تحليل مباريات الدورى أو من وسائل التواصل الاجتماعى أو من المدرجات أو خلال المناقشات الساخنة بين أفراد العائلة أو الزملاء، أن بعض مسئولى الأندية الذين يفترض أن تلزمهم مواقعهم الحفاظ على الأمن الاجتماعى ومراعاة الظروف الدقيقة التى تمر بها البلاد والنأى عن اللعب بنار التعصب وتهييج الجماهير، لكن على العكس من ذلك نرى من بعضهم مزايدات لاستعطاف الجماهير واللعب على وتر (المظلومية) بتصوير الأمر وكأن الجميع ينسجون مؤامرة كونية على فرقهم، تبلغ من الخطورة درجة التلويح بنزول الجماهير إلى الشوارع اعتراضا على قرارات لا يراها هؤلاء فى مصلحه أنديتهم. هل تناسى هؤلاء وهم يخطون فوق حقل ألغام أننا لا نزال نحتفظ فى الذاكرة بمشاهد قاتمة إبان فترة صعبة مرت بها مصر حين كان الإخوان ومعهم بعض القوى التى تسبغ على نفسها صفة الثورية يستغلون عاطفة جماهير الكرة لأغراض سياسية، ولن ننسى ليالى كالحة السواد كنا نتابع خلالها مذعورين حزنا على الوطن، الاشتباكات المتكررة بين قوات الأمن و(الألتراس) الذين انتفخت أوداجهم حينذاك لدرجة مطالبتهم بعدم دخول الشرطة لحماية المباريات. سؤال الرهان الأخير على ضمائر بعض مسئولى الأندية:هل أصبح اللعب بالنار والعبث بجحور الفتنة التى لم تعد نائمة، ثمنا تدفعونه مقدما للحفاظ على كراسى زائلة؟ [email protected] لمزيد من مقالات شريف عابدين