داهمنى أحد الاطباء برسالة باكية ومؤثرة..الطبيب الانسان روى قصة معاناته عندما يوجد بعمله بغرفة الاستقبال بالمستشفى الحكومي..فيقول: »ماذا أفعل وأنا طبيب وحيد وامامى حالتان أحاول انقاذهما فى وقت واحد, والحالة الثالثة يقف أهلها على رأسى ويتحسبون فى وجهى وكأنى ممتنع عن اسعاف المريض وهم معذورون وأنا عاجز ومديرى بالمستشفى لا حول له ولا قوة، فنحن لا نملك حلولا وليس معنا عصا سحرية لإنقاذ كل الحالات، حيث نقص الاعداد وقلة الامكانات« ..هذه الواقعة تكشف عن مأساة عجز الاطباء فى المستشفيات الحكومية، خاصة التى تقع فى المناطق الشعبية وتلك التى تستقبل مصابى الحوادث. فحالة بعض المستشفيات يرثى لها والأطباء الماهرون هجروها ومن لم يجد فرصته بالخارج وجدها بالقطاع الخاص او يعمل مساعدا لدى طبيب معروف ..فهذه الوظيفة تدر عليه 5 أضعاف العائد من المستشفى الحكومي، بالإضافة الى فرص التدريب والعمل فى جو تتوافر به الامكانات وتقل فيه الاخطاء .. ورغم محاولات الحكومة ايجاد حلول للأزمة فإن قضية هروب الأطباء للخارج تمثل المشكلة الكبري، فعلى سبيل المثال وصل عدد الأطباء المصريين العاملين فى المملكة العربية السعودية وحدها نحو 70 ألف طبيب، وفى الولاياتالمتحدة واستراليا يوجد بها قرابة 25 ألفا أيضا.. والسبب الاول والأخير من وجهة نظرى يرجع لانخفاض رواتبهم بالمستشفيات الحكومية، حيث إن راتب الطبيب عند التعيين فى القطاع الحكومى كان 250 جنيهًا قبل خمس سنوات ، ويبلغ حاليًا نحو 1800 جنيه.وعلى حسب احصاءات لجنة الصحة بمجلس النواب تعانى مصر نقصا فى الأطباء بنسبة 33%، وفى التمريض بنسبة 43%، وأن هناك أزمة فى سوء التوزيع فى أماكن النقص، والمتوسط العالمى لعدد الأطباء بالنسبة لعدد السكان يبلغ طبيبا واحدا لكل 350 مواطنا، بينما فى مصر ينخفض بشكل كبير إلى طبيب واحد لكل 1330 مواطنا. أيضا هناك أطباء لايذهبون الى المستشفيات سواء الجامعية او الحكومية ويكتفون بالذهاب ليوم واحد. لمزيد من مقالات أحمد فرغلي