يبدو أن قادة إيران توصلوا إلى قناعة خادعة استكانوا إليها، وهى أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لا يريد الدخول فى حرب مع النظام الإيراني، ويخشى من مقتل جندى أمريكى فى منطقة الخليج، تلك القناعة الخادعة لدى طهران دفعت قادتها إلى التصرف بحماقة، ومحاولة استفزاز الولاياتالمتحدة، ودول الخليج معا ببيانات وتهديدات تنم عن جهل كبير بتطورات الساحة العالمية، وناتج عن العزلة التى تعيش فيها إيران منذ نحو 40 عاما.. وتقول طهران إنها لا تريد الحرب تماما، كما تقول واشنطن ودول الخليج، غير أنها فى الوقت نفسه تقوم بأعمال استفزازية تهدد أمن واستقرار المنطقة.. وبالملاحة الدولية فى الخليج العربى ومضيق هرمز، وبالتالى تضر ليس فقط بمصالح دول المنطقة، ولكن بمصالح كل الدول التى تستفيد من النفط العربى فى أوروبا وآسيا، وتلك التى تستفيد أيضا من مرور ناقلات النفط فى موانيها مثل مصر وغيرها... ومن الواضح جدا أن النظام الإيرانى يعانى أزمة داخلية مزدوجة، فهو يعانى أزمة ثقة عميقة من جانب الشعب، بعد 40عاما من ثورة الخمينى التى رفعت شعارات وإحلاما وطموحات براقة لم تحقق منها شيء فى الوقت الذى أصبح فيه فساد الملالى والاموال التى يكدسونها فى الداخل والخارج حديث كل بيت إيراني، ويهمس بها الشعب على المقاهي، وفى الحجرات المغلقة، حتى أصبحت الوظائف المهمة ذات المرتبات الخيالية فى الوزارات والمؤسسات محجوزة لابناء الملالي، ولا يجرؤ أبناء الشعب على مجرد التفكير فيها.. ثانيا أزمة اقتصادية طاحنة يعانى منها الايرانيون على الرغم من أن بلدهم من الدول النفطية التى تنتج أكثر من ثلاثة ملايين برميل يوميا، ويدعى قادة إيران أن الأزمة بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة عليهم من الولاياتالمتحدة، والشعب يقول إنها بسبب سياساتهم الفاشلة وفسادهم. لكن لماذا يندفع ويتهور قادة إيران ويغامرون باحتمال الدخول فى حرب مع الولاياتالمتحدة؟. الواقع أن الازمة الاقتصادية الطاحنة فى إيران وتآكل ثقة الشعب فى نظام حكم الملالى يجعلان قادة إيران يعتقدون أنه ليس لديهم ما يخسرونه إذا دخلوا حربا مع الولاياتالمتحدة، فهم على ما يبدو مستعدون لانهيار «المعبد» على ما فيه ومن فيه!. لمزيد من مقالات منصور أبو العزم