آثار الهجوم المسلح الذى وقع فى منطقة الأحواز الإيرانية الكثير من الجدل والتوقعات بشأن مستقبل نظام الملالى الذى يحكم منذ ثورة الخمينى على شاه إيران فى عام 1979، حتى إن البعض أعتبره بمثابة «الطلقة» الأولى فى نعش النظام وإن السقوط والانهيار سوف يأتى سريعا. والواقع أن الهجوم يأتى فى وقت رمادى تماما يتحدث فيه البعض عن ضربة وشيكة لإيران من تحالف عربى أمريكى يتشكل الآن لهذا الغرض، وتحاول الولاياتالمتحدة خنق إيران عبر العقوبات والانسحاب من الاتفاق النووي، وتهديد الحلفاء فى أوروبا والصين وروسيا بوقف كل التعاملات مع طهران وإلا فسوف يواجهون عقوبات أمريكية. وتعانى إيران أزمة اقتصادية طاحنة وتحاول حكومة الرئيس روحانى معالجتها من خلال إقالة المسئولين المتورطين فى الفساد، وليس تصحيح السياسات الخاطئة التى تنتهجها داخليا وخارجيا، فحكام طهران يصرون على المضى قدما فى الإنفاق بسخاء على زيادة النفوذ الإيرانى «الشيعي» فى المنطقة، ما يحدث فى سوريا واليمن ولبنان والعراق من تمدد للنفوذ الإيرانى يبرهن على سوء الإدارة فى طهران التى تنفق المليارات فى الخارج لنشر نفوذها بينما الشعب فى الداخل يعانى من أزمة اقتصادية طاحنة ولا يجد ما يأكله بالرغم من أن إيران دولة نفطية غنية، فضلا عن المليارات التى تنفقها على برنامجها النووى الذى تدعى أنه من أجل ردع إسرائيل وتحقيق التوازن النووى معها متذرعة بالقضية الفلسطينية التى لم تدافع عنها سوى بالكلام! وتحاول حكومة روحانى استغلال هجوم الأهواز وتحويله إلى «مؤامرة خليجية» أمريكية إسرائيلية، بهدف الاستهلاك المحلى حتى تجيش الشعب المنقسم حول سياساتها الفاشلة، فطهران هى التى تمول كثيرا من التنظيمات الإرهابية فى المنطقة وتستخدمهم تماما كما تفعل واشنطن، لا فرق بينهما. نظام حكم الملالى الذى أسسه الخمينى على أنقاض حكم الشاه، سوف ينهار من الداخل بسبب الحصار الاقتصادى الخارجى والأزمة الخانقة التى يعانيها الإيرانيون فى المعيشة وهو ما حاولوا مرارا التعبير عنه من خلال المظاهرات السلمية التى تحولت إلى عنف منذ فترة بسبب قمع البوليس، ثم ها هو هجوم الأهواز يبرهن على أن النظام الإيرانى أصبح على صفيح ساخن، وأن الاستقرار لن يعود إلى البلاد إلا بالتغيير الجذري. لمزيد من مقالات منصور أبو العزم