خلال سنوات قليلة، سوف تصبح إيران قوة إقليمية عظمى ويتعاظم نفوذها أكثر مما هو عليه الآن، خاصة بعد توقيع الاتفاق النووى مع الولاياتالمتحدة والقوى الغربية الأخري، ورفع العقوبات المفروضة منذ عقود على طهران.. وهو الإجراء المتوقع حدوثه بحلول نهاية شهر يونيو المقبل. وتعول الولاياتالمتحدة حاليا على دور إيران الإقليمي، وعلى «عودة» التحالف الأمريكى الإيرانى ، ربما أقوى مما كان فى عهد الشاه، التى ظلت واشنطن تدعمه عقودا حتى أطاحت به ثورة الخمينى عام 1979، وقد كان مشهدا لافتا لكل المراقبين والمحللين، عندما تأبط جون كيرى وزير خارجية أمريكا ذراع نظيره الإيرانى جواد ظريف، خلال محادثات لوزان بسويسرا، وكأنه يلتقى بصديق حميم قديم افتقده لأكثر من 36 عاما، فى إشارة واضحة على عودة التحالف الإيرانى الأمريكى لسابق عهده، فى ظل اضطراب وفوضى الشرق الأوسط والدول العربية «غير الخلاقة». قد برهن الرئيس التركى أردوغان، على أنه رجل سياسى براجماتى لا يعرف إلا مصالحه، ومستعد للتحالف مع «الشيطان» من أجل حماية مصالح ودور تركيا الإقليمى، وبعد أن انتقد إيران لتدخلاتها فى سوريا والعراق واليمن الأسبوع الماضى، ذهب أمس الأول إلى قلب طهران واجتمع مع الرئيس الإيرانى حسن روحاني، وموقعا عدة اتفاقيات تجارية تنقل حجم التبادل التجارى بين البلدين من 14 مليار دولار سنويا، حاليا، إلى 30 مليارا. لقد استشعر أردوغان السياسى المخضرم الخطر الإيرانى القادم من الشرق، وأراد أن يقتسم مع طهران النفوذ فى الشرق الأوسط والعالم العربي، وتلعب الدولتان معا ليس كأعداء، وإنما كمتنافسين فى الملعب العربي، يتقاسمان النفوذ والسيطرة والهيمنة على الدول العربية التى سادتها الفوضى والعنف والجهل، وأصبحت لا حول لها ولا قوة ومن ورائهما واشنطن تمسك بكل خيوط اللعبة فى يدها، تحرك «العرائس» كيفما تشاء، والعروس التى لا يعجبها اللعب، فهى دولة «مارقة» وتستحق العقوبات.. أما نحن، فمازلنا نبحث عن حل لمشكلات المرور والمجارى والكهرباء، ونناقش أفكار «إسلام البحيري» ونستمع لآراء توفيق عكاشة وغيره من «مفكري» البرامج التليفزيونية ونقضى أمامها الساعات!!. لمزيد من مقالات منصور أبو العزم