مع حلول شهر رمضان المبارك الماضى، انتشرت أخبار سارة عن العلاقات بين كوريا ومصر، حيث ارتفع حجم التبادل التجارى بين البلدين بشكل كبير العام الماضى، وسجلت الصادرات المصرية إلى كوريا ارتفاعًا بنسبة تقارب 250% فى عام 2018. كما أعلنت الخطوط الجوية الكورية عن خططها لتشغيل 13 رحلة شارتر إضافية بدءًا من أكتوبر إلى فبراير 2020، وذلك فى استجابة للعودة الحماسية للسياحة الكورية إلى مصر منذ العام الماضي. فضلاً عن ذلك، بدأت السفارة الكورية بالقاهرة الإعداد لتصوير سلسلة حلقات تحمل اسم «السلام عليكم من القاهرة» والتى تأتى بهدف التعريف بالثقافة والتقاليد المصرية للشعب الكورى عبر قناة على موقع يوتيوب. وآخر هذه الأخبار الجيدة التى من شأنها تعزيز علاقاتنا الاقتصادية هى الزيارة الحالية التى يقوم بها إلى مصر يون كانغ هيون، نائب وزير الخارجية الكورى للشئون الاقتصادية. تأتى هذه الزيارة فى إطار التبادلات رفيعة المستوى بين البلدين منذ زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى كوريا فى عام 2016 واجتماع القمة الثنائية الذى عقد مع الرئيس مون جاى ان فى عام 2018 فى نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتساهم هذه الزيارات والتبادلات رفيعة المستوى فى دفع العلاقات المصرية الكورية إلى مستوى غير مسبوق من التفاهم والتعاون متبادل المنفعة فى جميع المجالات. لقد تمكن الاقتصاد المصرى من تحقيق الاستقرار وشهد تحسناً ملحوظاً فى المؤشرات الاقتصادية، فى عقب الإصلاحات التى قامت بها الحكومة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي. وعلى الرغم من التحديات، إلا أن الشركات الكورية العاملة بمصر كانت على إيمان ثابت بإمكانيات الاقتصاد المصرى على النهوض، وهو ما ساهم فى دفع العلاقات التجارية والاستثمارية بين كوريا ومصر نحو الازدهار، اذ ارتفع حجم التجارة فى العام الماضى، وتدرس الشركات الكورية التوسع أو ضخ استثمارات جديدة، نظراً للإمكانات الاقتصادية والأهمية الاستراتيجية لمصر التى اصبحت تكتسب اهتمامًا متزايدا من العالم، كما أنهم يراقبون عن كثب شبكات اتفاقيات التجارة الحرة الواسعة التى أبرمتها مصر. وقد كان هذا هو أحد الجوانب الرئيسية التى ناقشها نائب وزير الخارجية يون خلال اجتماعاته رفيعة المستوى مع السادة المسئولين المصريين، من بينهم السيد وزير المالية ومساعد وزير الخارجية حول كيفية قيام الحكومتين بمساعدة قطاع الأعمال على الاستفادة الكاملة من هذه الفرص، واتفق الجانبان على العمل سويًا لتوفير بيئة أعمال أفضل للتجارة والاستثمار. كذلك، تعد مشاريع التعاون الدعامة الأخرى لعلاقتنا الاقتصادية. حتى الآن، تركزت مشاريع التعاون بين كوريا ومصر بشكل رئيسى على مجالات النقل وتكنولوجيا المعلومات، وذلك نظراً لارتباط هذه القطاعات بشكل كبير بسلامة وراحة المواطنين المصريين. حيث قدمت شركة هيونداى روتم قطارات لخطى مترو الانفاق 1و3، وتعمل هيئة السكك الحديدية بكوريا على تحديث نظم الإشارات على خط السكة الحديدية بين الأقصر ونجع حمادي. وفيما يتعلق بقطاع تكنولوجيا المعلومات، فقد دعمت الحكومة الكورية جهود الحكومة المصرية فى التحول نحو «مجتمع غير نقدى» من خلال تقديم استشارات شاملة فى مجال السياسات من خلال عدد من برامج تبادل المعرفة (KSP). وتماشياً مع أولويات سياسة الحكومة المصرية، تنتقل الحكومة الكورية الآن إلى التركيز أكثر على مجال التعليم، وخاصة فى صعيد مصر. ومن بين العديد من المحافظات فى المنطقة، اختارت كوريا محافظتى أسيوط وبني سويف كشريكين استراتيجيين، حيث توجد شركتان كوريتان مهمتان هما سامسونج للالكترونيات وايل هوا للمنسوجات وتعملان من خلال مصانعهما في بني سويف على دعم التعليم التقنى والتدريب المهنى وهو ما قد يساهم فى تحويل المنطقة إلى مهد للفنيين المهرة فى البلاد. وفى هذا الصدد، تدعم كوريا كلية الهندسة في جامعة أسيوط من خلال توفير 8 مختبرات ودورات تدريبية جديدة، كذلك تقوم كوريا بإنشاء الكلية التكنولوجية الكورية المصرية في بني سويف لتوفير العمالة الماهرة للعمل بالشركات الكورية والمساهمة فى التنمية الصناعية فى المنطقة. واستعدادًا لافتتاح الكلية فى سبتمبر من هذا العام، يقوم نائب وزير الخارجية يون اليوم أيضًا بزيارة إلى محافظة بنى سويف. فى العام المقبل 2020، نحتفل بالذكرى ال 25 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا. سننظر إلى ما تحقق خلال السنوات الماضية ونتطلع إلى مستقبل مزدهر لعلاقاتنا خلال القرن المقبل. لذلك آمل أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من الأخبار الجيدة لكوريا ومصر، خاصة ونحن بصدد افتتاح كأس الأمم الافريقية فى مصر، فمثلما تأهل الفريق الوطنى الكورى لكرة القدم للشباب إلى نهائيات تحت 20 سنة لكأس العالم لكرة القدم، آمل مخلصا أن يحزر فريق كرة القدم الوطنى المصرى اللقب فى 2019 لتكليل جهود جميع الشعب المصرى. واخيراً، تحيا مصر والنصر لفريق الفراعنة ولعلاقات أكثر قوة وازدهارا بين كوريا ومصر!. لمزيد من مقالات يون يوتشول