لا توجد دولة فى العالم تعرضت آثارها لما حدث مع آثار مصر التى استبيحت سنوات طويلة بين صالات المزادات فى عواصم العالم.. لا يمضى شهر واحد أو عدة أسابيع دون أن نقرأ عن مزاد لآثار مصرية فى لندن أو باريس أو أمريكا وحتى إسرائيل تقيم مزادات لبيع آثارنا.. إن آخر هذه المأسى ما يعرض الآن فى قاعة كريستيز فى لندن لبيع رأس الملك توت عنخ آمون أشهر ملوك مصر وصاحب اكبر سلسلة من الآثار فى التاريخ المصرى القديم والحديث.. وما بين إجراءات قضائية ورسائل من النائب العام المصرى ووزارة الآثار دارت مساجلات كثيرة طوال الأيام الماضية ولا اعتقد انها سوف تصل إلى نتائج وأن الصفقة سوف تباع.. لم تكن المرة الأولى التى تشهد فيها العاصمة الإنجليزية مزادا لبيع الآثار المصرية فقد شهدت انجلترا أكثر من مزاد حتى إن تمثالا واحدا بيع فى احد المزادات بمبلغ 27 مليون دولار من سنوات قليلة..لقد حاولت وزارة الآثار تبرير هروب التمثال من مصر وهو كما اكد زاهى حواس من الآثار المهمة فى معبد الكرنك. كيف خرج ومن قام بتهريبه هذه قصص عادية فى تهريب وتجارة الآثار فى مصر لأنها لم تكن بعيدة عن أعين المسئولين تجارة وتسويقا وبحثا.. لقد فرطت مصر سنوات طويلة فى آثارها وأصبحت مشاعا بين المزادات العالمية وفى فترة ما كانت هذه الآثار تقدم هدايا لرؤساء الدول وكبار المسئولين وهناك أيضا قضايا كبرى لتهريب الآثار جاءت فيها أسماء كبيرة وبعضها مازال امام القضاء ويكفى أن مزادا واحدا فى امريكا شهد بيع 91 قطعة من الآثار التاريخية النادرة.. إن عصابات تهريب الآثار تنتشر فى كل ربوع مصر شمالا وجنوبا وهناك مافيا عالمية تخصصت فى تجارة الآثار المصرية وهذا الملف لو فتح يوما لوجدنا فيه سلسلة من الفضائح التاريخية التى جمعت اسماء كثيرة.. ما حدث فى الايام الأخيرة فى تمثال توت عنخ آمون ملك مصر مجرد مشهد من رواية طويلة عن امتهان آثار مصر وكيف تحولت إلى تجارة عالمية للمضاربين والنصابين واللصوص. إننى انبه من الآن إلى عمليات نقل الآثار إلى المتحف الكبير.. لمزيد من مقالات فاروق جويدة