أكد الفرنسى هيرفى رينارد، المدير الفنى للمنتخب المغربي، أن فريقه سيواصل الاستعداد بكل قوة لخوض البطولة، وقال إن الهدف الذى يسعى لتحقيقه فى المرحلة الحالية هو زيادة الانسجام بين عناصر المنتخب، دون النظر إلى نتائج المباريات التجريبية التى يخوضها قبل البطولة. وأضاف أن الجهاز الفنى للمنتخب المغربى يعمل على الوصول بلاعبى المغرب إلى أقصى درجات الجاهزية الفنية والبدنية لتقديم الأفضل من الناحيتين الفنية والتكتيكية، مشيرا إلى أن الاستعداد بأفضل طريقة ممكنة هو الطريق الوحيد نحو مواجهة المنتخبات الإفريقية القوية. وقال رينارد فى تصريحات نشرها الموقع الرسمى للاتحاد الإفريقى لكرة القدم (كاف) على الانترنت: «نحن فى مجموعة صعبة للغاية ونحتاج للوصول إلى مصر فى كامل تركيزنا، يجب أن نكون جاهزين من المباراة الأولى وأن نحقق نتيجة جيدة التى ستعطينا ثقة كبيرة فى المباريات المقبلة». وما زال رينارد هو المدرب الوحيد فى تاريخ كرة القدم الإفريقية الذى فاز بلقب بطولة كأس الأمم الإفريقية مرتين مع منتخبين مختلفين، ويتمنى رينارد أن يحقق لقبه الثالث مع منتخب جديد. وتوج رينارد بلقب بطولة أمم إفريقيا مع منتخب زامبيا فى نسخة 2012، كما فاز مع منتخب كوت ديفوار بلقب البطولة فى نسخة 2015 . ورغم العروض المغرية التى تلقاها رينارد على مدار السنوات الماضية، فقد حرص المدرب الفرنسى الشهير على الاستمرار مع أسود الأطلس لتحقيق حلم الثلاثية والتتويج باللقب للمرة الثالثة مع ثلاثة منتخبات مختلفة. ويعتمد رينارد على الخبرة التى اكتسبها لاعبوه من المشاركة فى بطولة كأس العالم 2018 بروسيا رغم الخروج من دور المجموعات حيث قدم المنتخب المغربى مستويات متميزة. وقال رينارد: «هذه التجربة ستكون مهمة للغاية، لأننا لعبنا كرة قدم جيدة، ورغم ذلك لم نحقق النتائج المطلوبة، كل المغاربة كانوا فخورين بأداء الفريق،الآن، يجب أن نجعلهم سعداء مرة أخرى فى مصر، سنحضر إلى مصر بطموح وإذا جئت بطموح يجب أن نهزم الجميع، لدينا فريق جيد للغاية ويجب أن نؤمن بأنفسنا». واعترف رينارد بأن الوصول إلى المباراة النهائية سيكون أصعب هذه المرة، خاصة بعد زيادة عدد المنتخبات المشاركة فى البطولة إلى 24 فريقا. ويتفوق رينارد على المنتخب المغربى من حيث عدد الألقاب فى البطولة، وربما كان هذا هو السبب وراء التعاقد مع رينارد حيث يدرك مسئولو الاتحاد المغربى أن المدرب أصبحت لديه خبرة جيدة بالبطولة، علما بأنه خرج مع المنتخب المغربى من البطولة الماضية عام 2017 بالجابون. وبرغم صعوبة المهمة، التى يواجهها رينارد البالغ من العمر خمسين عاما، فإن المدرب الفرنسى يستمد الدافع المعنوى من تجربتيه السابقتين مع منتخبى زامبيا وكوت ديفوار، حيث قاد منتخب الرصاصات النحاسية» إلى إحراز لقبه الأول بالبطولة برغم أن الترشيحات لم تكن تصب كثيرا فى صالحه، كما قاد الثانى للفوز باللقب فى ظروف ربما كانت أسوأ مما كان عليه الفريق قبل تولى رينارد المسئولية. رقصة رقصة الأسود - منتخب المغرب وكان رينارد قد عاد لتدريب المنتخب الزامبى فى 2011 لتكون الفترة الثانية له مع الفريق حيث سبق له تدريب الفريق من 2008 إلى 2010 . وخلال الفترة الثانية، توج باللقب فى تحد مثير، وأوضح رينارد وقتها أنه يعتبر تحقيق النجاح مع الفريق بمثابة الثأر. وقال «تعرضت لانتقادات عنيفة عندما كنت مدربا للمنتخب الزامبى فى الفترة الأولي، يجب أن أثبت جدارتى والموقف الحالى يماثل الثأر بالنسبة لي». وقال إنه سبق وأن عاش مثل هذه التجربة مع زامبيا، فقام شخص بشتمه، متهما إياه بنهب أموال ضرائب الشعب الزامبي، لكن بعد مرور عشرين يوما احتفل بى الجميع ورفعونى على الأعناق بعد التتويج باللقب الإفريقي. وقد يبحث المدرب الفرنسى عن ثأر مماثل له مع «أسود الأطلس»بعدما أخفق فى النسخة الماضية من البطولة بخروجه من دور الثمانية فى 2017 كما خرج من الدور الأول فى مونديال 2018 بروسيا. إلا أن رينارد اعترف فى تصريحات لوسائل الإعلام المغربية بتراجع مستوى المنتخب المغربى فى المباراة الودية التى خاضها الأربعاء الماضى أمام منتخب جامبيا، مشيرا إلى أنها كانت أقرب إلى مباراة تدريبية، لكنه قال إنه معتاد على خسارة المباريات الودية قبل المشاركة فى البطولات والمنافسات الكبيرة، معتبرا أن هذا أمر طبيعى فى مثل هذه الحالات. وفيما أشاد بالعمل الذى يقوم به المعد البدنى باتريس بوميل، من أجل تحضير اللاعبين بدنيا، اعترف بأنه لاحظ تأثر بعض اللاعبين من الناحية البدنية بالنظر إلى التدريبات البدنية التى خضع لها اللاعبون، منذ التحاقهم بالمعسكر. وأكد أن الأداء الذى قدمه المنتخب المغربى فى المباريات الودية لن يتكرر فى مصر، وقال منتخب المغرب لديه امكانات كبيرة ولاعبون على أعلى مستوي، وكل ما هو مطلوب هو الاستفادة من الأخطاء التى ظهرت فى المباريات التجريبية والتدريبات وتصحيحها قبل بدء البطولة، مشيرا إلى أن أكبر عيب ظهر على أداء «أسود الأطلس»، هو اللعب بإيقاع بطيء، غير أنه أكد ثقته فى اللاعبين وقدرتهم على تجاوز تلك المرحلة سريعا. وأشار رينارد إلى أن البطولة المقبلة تعتبر الأهم بالنسبة إلى هذه المجموعة من اللاعبين لتحقيق أفضل مما قدموه فى بطولة 2017.