* ابن الصحراء كان يظن أن ليستر سيتى ناد للرجبى قبل الانتقال إلى إنجلترا
ربما تضم صفوف المنتخب الجزائرى لكرة القدم العديد من اللاعبين المتميزين فى مراكز عدة، لكن نجما واحدا يفرض نفسه بقوة على رأس قائمة الموهوبين فى الجيل الحالى للكرة الجزائرية. وقبل ثلاثة أعوام فقط، نال اللاعب الموهوب رياض محرز شهرة عالمية طاغية بعدما فجر مع ليستر سيتى الإنجليزى واحدة من أكبر المفاجآت فى تاريخ كرة القدم، لكن الحلم الأكبر لمحرز لم يتحقق بعد حيث يطمح اللاعب إلى قيادة المنتخب الجزائرى لاستعادة اللقب الإفريقى بعد غياب طويل استمر نحو ثلاثة عقود. ويدرك محرز حجم المسئولية الملقاة على عاتقه بصفته أبرز نجوم المنتخب الجزائرى (الخضر) خاصة أنه الآن فى السابعة والعشرين من عمره ويجب أن يكون فى أوج العطاء. ويمتلك محرز الإمكانات التى وضعته على طريق النجوم العمالقة حيث يتميز اللاعب بالسرعة والمهارات الفردية والخططية إضافة إلى إجادته تسجيل الأهداف من مختلف الزوايا ومن أصعب المواقف وكذلك صناعة الأهداف لزملائه من خلال التمريرات الدقيقة المتقنة التى تثير فزع المنافسين. وولد محرز فى فرنسا لأب جزائرى وأم من أصول مغربية وجزائرية وكان والده الراحل لاعبا لكرة القدم بالجزائر. وبدأ محرز مسيرته الكروية من خلال فرق الناشئين فى نادى مدينة سارسيل التى ولد بها فى فرنسا ثم التحق عام 2009 وهو لا يزال ناشئا بفريق كويمبر للهواة فى فرنسا. وبعد موسم واحد فقط، انتقل محرز للفريق الثانى بنادى لوهافر الفرنسى وقدم مسيرة جيدة مع الفريق على مدار ثلاثة مواسم قبل تصعيده للفريق الأول بالنادى ليظل معه حتى عام 2014. وفيما كان ستيف والش كشاف نادى ليستر سيتى يراقب اللاعب رايان مينديز زميل محرز فى صفوف لوهافر ، نالت إمكانات النجم الجزائرى إعجاب والش الذى أقنع اللاعب بالانضمام لليستر علما بأن محرز لم يكن يعرف شيئا يذكر عن النادى الإنجليزى وكان يعتقد بأنه أحد أندية الرجبي. وفى الوقت الذى اعتقد فيه المحيطون بمحرز أن الدورى الإنجليزى لا يناسب طريقة لعبه حيث كانوا يرشحونه للانتقال إلى الدورى الإسبانى ، فاجأ محرز الجميع بالتألق مع ليستر الذى انتقل إليه فى يناير 2014 بعقد يمتد ثلاثة أعوام ونصف العام. ورغم العروض التى تلقاها محرز من أندية كبيرة للانتقال إلى أحدها بعد المستوى الرائع الذى ظهر عليه مع ليستر 2015، اختار اللاعب البقاء مع ليستر ووقع فى أغسطس 2016 عقدا جديدا يمتد أربعة أعوام. وتزامن انتقال محرز فى مطلع 2014 إلى ليستر مع بداية مسيرته الدولية مع المنتخب الجزائرى ولكنه لم يترك بصمته مبكرا مع الفريق مما دفع البعض إلى انتقاد البوسنى وحيد خليلودزيتش المدير الفنى للمنتخب الجزائرى وقتها على ضمه لقائمة الفريق فى كأس العالم 2014 بالبرازيل. ورغم هذا ، أشركه خليلودزيتش فى المباراة الأولى له بالبطولة أمام بلجيكا ثم أسقطه من حساباته فى المباريات الأخرى بهذه البطولة التى بلغ فيها المنتخب الجزائرى الدور الثانى (دور الستة عشر) للمرة الأولى فى تاريخ مشاركاته بالمونديال. ولكن محرز فرض نفسه بقوة بعد المونديال على تشكيلة الخضر بقيادة المدرب الوطنى جمال بلماضى وأصبح الأمل الأكبر لمحاربى الصحراء فى كأس الأمم الافريقية بمصر.