هل يحتاج المصريون للخضوع لتشخيص نفسى يكشف عن ما أصاب تلك الشخصية سلبا خلال السنوات القريبة الماضية؟ هل استساغ المصريون سلوك الشكوى الدائمة من صعوبة الحياة ووطأتها للدرجة التى قتلت لديهم الإحساس بأى تغيير أو تطور يحسن نمط الحياة؟ من المسئول عن تلك الحالة غير المسبوقة من العنف والغل التى تلوث الثوب الأبيض؟ هل وطأة الإصلاح الاقتصادى وقلق البعض من القادم وراء تكاثر حالات الانتحار وجرائم القتل العائلى والتخلص من الأبناء لتخليصهم من عض الفقر؟ أم أن مواقع التواصل الاجتماعى هى المسئولة عما نعيشه من صخب وتوتر اجتماعى وسيادة قانون (يا روح مابعدك روح)؟ حتى فى رمضان شهر الخير والكرم لم يتخل معظمنا عن سلوكياته الشريرة، ففى أواخر أيام شهر الصوم طفت سلوكيات (الخوف من الحرمان..والبحث الدائم عن الأمان) لدى اصحاب السيارات ظنا منهم بأن الحكومة سترفع أسعار الوقود أول أيام العيد كما فعلت العام الماضي، فرأينا تكالب السيارات على محطات الوقود لدرجة أن البعض كان يتوجه لملء خزان السيارة بشكل متكرر عند أى نقص طفيف فيه. ولا ينفصل عن ذلك حالة الهلع التى انتابت البعض مع الارتفاع الجنونى لأسعار الليمون وكأن الحياة ستتوقف فى البيوت لافتقاده ولم يمتنع التجار عن هواية تخزينه لجنى المزيد من الأرباح. وبحكم التجارب يعلم أصحاب تلك السلوكيات أن محاولاتهم للاستحواذ على كل ما تطوله أياديهم لن تفضى سوى إلى مكاسب مؤقتة ورغم ذلك يكررونها وتبقى مكونا أساسيا لعقلهم الجمعى الذى لايقتنع بأن الوقود الرخيص سينفد خلال أيام، وأن السعر الطارئ المرتفع للسلعة لن يستمر. الخوف من الحرمان وليس نضوب الموارد وراء حالة الهلع التى تنتاب البعض لتحقيق أى مكاسب سريعة لأنهم يرفضون مجرد التفكير فى الخسارة، أما هواة التكالب والتخزين فلن يجلب لهم (التحويش والتكويش) سوى المزيد من الخوف من القادم. هل تريد التخلص من خوفك؟ اتبع ثقافة الاستغناء، لو تمتلك ماتخشى خسارته، اخسره حتى لاتخاف! [email protected] لمزيد من مقالات شريف عابدين