ضوابط للاستخدام المتكرر للزيت

الأطعمة السريعة المعروفة ب الفاست فوود خاصة المقليات منها من أكثر الأطعمة المحببة للأبناء‏,‏ بل وللكبار أيضا‏,‏ لذا يحرص كثير من الأمهات علي إعداد مثل هذه الأطعمة المقلية داخل المنزل استجابة لرغبة أبنائها‏ من باب التوفير, ومن باب التوفير أيضا تستخدم نفس الزيت في القلي عدة مرات, ربما لأنها لا تدرك ما يمثله هذا من خطورة, فتحذير الأطباء مستمر من الأخطار الجسيمة التي تسببها عمليات غلي الزيت أكثر من مرة والقلي المتكررة للأطعمة فيه, ولكن رغم ذلك لا تمل الشركات المنتجة للزيوت من طمأنة ربات البيوت الي أن زيوتها يمكن استخدامها في عمليات القلي لأكثر من مرة كأضمن وسيلة لترويج منتجها.
وكما تقول د. نشوي شكري عضو مجلس إدارة جهاز حماية المستهلك, ورئيس جمعية مصر الجديدة لحماية المستهلك, القانون الذي يقوم بحماية المستهلك مرن فعلي سبيل المثال حينما نتلقي شكوي متكررة حول مشكلة غذائية معينة فإننا نضعها في الاعتبار عند سن القوانين الخاصة بصحة المواطن العامة, فعندما يستغل المنتجون عدم مقدرة بعض المستهلكين ويروجون له سلعة ما- والزيت علي سبيل المثال- علي اعتبار أنه منتج يستخدم أكثر من مرة أو مدة أسبوع, وهو أمر مرفوض, قام الجهاز برفع موضوع الزيت وأضراره, وغيره من الموضوعات التي تضر بالمستهلك لوزير التموين حتي يمكن تلافي هذه الأخطاء في سن القوانين الجديدة في مجلس الشعب.
ويؤكد د. يوسف عبد العزيز الحسنين أستاذ التغذية وعميد كلية الاقتصاد المنزلي بجامعة المنوفية إن استخدام الزيت في الطهي له أصول وقواعد, فهناك ما يسمي بالثبات الحراري أو المدة التي يوضع فيها الزيت علي النار والتي يجب الالتزام بها عند الطهي, وعدم الالتزام بها يؤدي إلي تكسيره وتحوله إلي مواد أخري, وحدوث بعض التفاعلات مثل الأكسدة والحموضة مما ينتج عن ذلك مكونات جديدة تتسبب في الإصابة بأمراض الحساسية الجلدية أو الإصابة بالصداع, وقد يصل الأمر الي تكون بعض المركبات المسرطنة او المحدثة للطفرات الناتج عن تغير التركيب الوراثي للإنسان, لذا فمن بديهيات الطهي أو القلي بالزيت عدم تعريضه للنار أكثر من مرة أو إستخدامه عندما يقترب لونه من اللون الأسود.
أما إذا كانت ربة المنزل تحتاج لقلي الطعام لمدة تزيد علي ساعتين( قلي ثلاثة أضعاف الكمية المطلوبة والتي تستغرق10 دقائق) فإننا ننصحها بإستخدام زيت الذرة بشرط تصفية الزيت باستخدام المصفاة كل نصف ساعة سواء كان القلي مرة واحدة أو علي فترات متقطعة.
أما زيت عباد الشمس فانه يتحمل التسخين6 مرات- كل مرة نصف ساعة- لأن المواد السامة لا تتكون فيه إلا بعد التسخين لمدة3 ساعات كاملة, لذلك فهو أكثر أنواع الزيوت تحملا لدرجة الحرارة العالية, وربما يفسر لنا هذا أن أغلب الزيوت المباعة في السوق مخلوطة بجزء من زيت عباد الشمس, ويشترط عدم إضافة زيت جديد أثناء القلي إلي الزيت عباد الشمس المستخدم, لأن خواصه تتدهور تدريجيا مع كل مرة, فإذا أضفنا زيتا جديدا عليه فإننا نعجل بفساده.
أما عن الإضافات التي يستخدمها بعض مصنعي الزيوت لإطالة عمره وجميعها مضاد للأكسدة فيجب استخدامها بحرص شديد لأنها مسئولة عن اصابة البعض بامراض الحساسية والسرطان, أما تأثيرها علي الأطفال فتناولها لمدة تزيد علي3 شهور فإنها تتسبب في الإصابة بما يسمي بالنشاط الزائد وله أعراض معينة كالميل للعناد والعدوانية, هذا بالإضافة للتشتت في التحصيل الدراسي- ومن ثم فعلي كل ربة أسرة ان تتبع الأساليب الصحيحة للطهي حفاظا علي صحة اسرتها واذا كان الطبخ بالقلي مرهقا للميزانية فعليها اتباع طرق اخري للطهي اقل تكلفة واكثر امنا.